ثم لا تختص هذه الآية بزمن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ككل الآيات حيث تحلّق على العالمين إلى يوم الدين ، و «لو كانت الآية انما عنت المهاجرين الذين ظلمهم اهل مكة كانت الآية مرتفعة من الأرض» (١).
«وبحجة هذه الآية يقاتل مؤمنوا كل زمان» ١ ولها مجالات متدرجة منذ حروب الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى الإمام علي (عليه السلام) والحسين (عليه السلام) ٣ وإلى حروب صالحة اخرى ، حتى حرب القائم المهدي (عليه السلام) ٤ حيث تتحقق هذه الآية حقها وكمالها الشاسع دون إبقاء لكل خوّان كفور.
(وَلَوْ لا دَفْعُ اللهِ .. لَهُدِّمَتْ ..) وذلك تهديم عميم لكل آثار الحق واهله وذكر الحق واهله :
(لَهُدِّمَتْ صَوامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَواتٌ وَمَساجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللهِ كَثِيراً).
تهديما لأمكنة الذكر والصلاة لأهل الملل الثلاث وهم هامة اهل
__________________
ـ الله تبارك وتعالى : الذين اخرجوا من ديارهم بغير حق الا ان يقولوا ربنا الله قال : نزلت في رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وعلي وحمزة وجعفر وجرت في الحسين (عليهم السلام) أجمعين وفي كتاب المناقب عنه (عليه السلام) في الآية قال : نحن ـ نزلت فينا.
(١) المصدر في تفسير القمي حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن ابن مكان عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قوله عز وجل : اذن للذين يقاتلون .. قال : ان العامة يقولون نزلت في رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لما أخرجته قريش من مكة وانما هو القائم (عليه السلام) إذا خرج يطلب بدم الحسين (عليه السلام) وهو يقول : نحن اولياء الدم وطلاب العترة.