تأريخ يخبر عن اخبار الماضين وارض الرسالات وفاعلياتها ، وارض المرسل إليهم وانفعالاتهم ، ام اي ارض هي عرض لمن يستعرض.
هناك قلوب لا يعقل بها ، مقلوبة عن ان تعقل انسانيا ، وآذان لا يسمع بها ، صما أن تسمع انسانيا ، فأصحابها لا يهتدون بهدي آياتهم الأنفسية ، فليسيروا في الأرض ، في معرض الآيات الآفاقية (فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِها أَوْ آذانٌ يَسْمَعُونَ بِها) قلوب تعقل ما تراه من حقائق ، ام إذا لا تعقل في أنفسها بالمعاقل الآفاقية ، ف (آذانٌ يَسْمَعُونَ بِها) ممن يعقل ، فانما الأصل ان تعقل الحقائق بالقلوب البصيرة ، غير المقلوبة العمي الحسيرة (فَإِنَّها لا تَعْمَى الْأَبْصارُ) الشاهدة لمشاهد الأرض ، حيث ابصار العيون فاتحة (وَلكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ) وعلى حد المروي عن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم): ليس الأعمى من يعمى بصره ولكن الأعمى من تعمى بصيرته» (١).
فالأعمى البصر الذي له بصيرة يبصر ما لا يبصره من ليست له بصيرة ، كما الأصم المفتوح اذن قلبه له سمع ليس لمن يسمع باذنه ، فانما العمى عمى القلب حيث لا ينفع معها بصر العين ، والبصر هو بصيرة القلب التي لا تضر معها عمى العين.
وانما الأصل في سير الأرض أيا كان آفاقيا ، وسير النفس ، وهو بصيرة
__________________
(١) الدر المنثور ٤ : ٣٦٥ ـ اخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول وابو نصر السجزي في الابانة والبيهقي في شعب الايمان والديلمي في مسند الفردوس عن عبد الله بن جراد قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) .. وفي نور الثقلين ٣ : ٥٠٨ ـ عن روضة الكافي عن أبي عبد الله (عليه السلام) عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال : وأعمى العمى عمى القلب ، وفيه قال ابو جعفر (عليه السلام) انما الأعمى عمى القلب.