الحياة ، وهنا اختيار الذباب كما هناك البعوضة مثلا لتلك الاستحالة يلقي ظل أضعف الضعف ضعف ما يلقيه غيره من مثل.
والواجهة الثانية منه (وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ ..) سلبا لمتاع او لصحة وعافية ، ام لعيون وجوارح ، ام للحياة ، حيث الذباب على ضعفه يحمل اخطر الأمراض إذ يحمل ميكروب السل والتيفود والدسنتاريا والرمد.
ومن الطريف فيما يروى من شأن نزولها سلب الذباب من المسك والعنبر حيث لطخوا بهما الأصنام حول البيت الحرام فم يبق من ذلك شيئا الا اكله (١).
عجبا من هؤلاء الآلهة غير الله انهم على عجزهم ان يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له ، هم أضعف من الذباب حيث (إِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبابُ شَيْئاً لا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ) وان كانوا احياء فضلا عن أصنامهم الأموات ، فقد (ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ) طالبا لعبادتهم ومطلوبا ، وطالبا استنقاذ سلبهم ومطلوبا هو المستلب. والي اين يصل هذا الإنسان الظلوم الكفار ، إذ يترك خالقه ويعبد مخلوقا مثله نفسه ام أرذل وادنى! و :
(ما قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ) ٧٤.
__________________
(١) نور الثقلين ٣ : ٥١٩ في الكافي بسند متصل عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : كانت قريش يلطخ الأصنام التي كانت حول الكعبة بالمسك والعنبر وكان يغوث قبال الباب ويعقوق عن يمين الكعبة وكان نسر عن يسارها وكانوا إذا دخلوا خروا سجدا ليغوث ولا ينحنون ثم يستدبرون بحيالهم إلى يعوق ثم يستدبرون عن يسارهم بحيالهم إلى نسر ثم يلبون فيقولون : لبيك اللهم لبيك لا شريك لك الا شريك هو لك تملكه وما ملك قال : فبعث الله ذبابا اخضر له اربعة اجنحة فلم يبق من ذلك المسك والعنبر شيئا الا اكله وأنزل الله هذه الآية.