السلالة هي المنسلّة المنفصلة خفية كصفوة مختارة
وقد انسل الإنسان ـ ككل ـ من الطين واستخرج من صفوه وسره ، من خلاصته وكلاسته ، حيث السلالة هي محض الشيء ومصاصه وصفوته ولبابه.
والبشرية لم تعرف حتى الآن كيف يتسلل المني من الطين ، والنطفة كيف تتسلل من المني ، اللهم الا إشرافا على أشراف بعيدة من ذلك المنظر المبين.
و (سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ) نسله ، هي الخلاصة السرية المنوية المنسلة المختارة عن صفوة المواد الطينية ـ أغذية واشربة ـ وكلها سلالات من طين ، وهنا (سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ) تعني منيا يمنى ، وهناك تعني طينة آدم المنسلة عن سائر الطين.
ف (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ) الأول (مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ) ثم هو الإنسان دون ان يخطو مراحل.
و (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ) الذرية (مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ) هو المني (ثُمَّ جَعَلْناهُ نُطْفَةً ...) حيث النطفة مجعولة من المني ، فانها جزء من البحر المنوي.
فالطين إذا هو المصدر الاول المتكرر ذكره في الذكر الحكيم : (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ ثُمَّ قَضى أَجَلاً) (٦ : ٢) (إِنَّا خَلَقْناهُمْ مِنْ طِينٍ لازِبٍ) (٣٧ : ١١) (وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسانِ مِنْ طِينٍ) (٣٢ : ٧).
وقد يعبر عنه بالتراب وهو اصل الطين : (أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً) (١٨ : ٣٧) (فَإِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ تُرابٍ) (٢٢ : ٥) (وَاللهُ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ) (٣٥ : ١١)