وواقع وعده للمؤمنين وعلى الكافرين «يا ايها الناس ان الله قد أعاذكم من ان يجور عليكم ولم يعذكم من ان يبتليكم وقد قال : (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ وَإِنْ كُنَّا لَمُبْتَلِينَ)(١). و «كنا» هنا تضرب إلى اعماق الماضي الضارب إلى مثلث الزمن كسنة إلهية يوم الدنيا.
(ثُمَّ أَنْشَأْنا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْناً آخَرِينَ) ٣١.
وهم ذرية نوح حيث (وَجَعَلْنا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْباقِينَ) وتراهم ذرية النسب؟ فما شأن المؤمنين الآخرين! علهم اهله الناجون حيث تعم ذرية النسب وذرية الإيمان بغير النسب ، بل هم ذرية الايمان ككل في نسب او سبب ام غير سبب ولا نسب ، وقد تلمح له سابقتها : (وَنَجَّيْناهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ. وَجَعَلْنا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْباقِينَ) مع العلم ان اهله أعم من اهله الخصوص كما دلت عليه آية هود (وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ) (٤٠).
واما ان نوحا هو الأب الثاني للبشر ، فهو ان كان ثابتا فليس يستغرق كل البشر ، وانما ـ على اكثر تقدير ـ الاكثرية الساحقة اللاحقة من البشر حيث انتسلوا من ذريته في النسب وهم ثلة ثم الآخرون هم قلة
وترى (قَرْناً آخَرِينَ) هم كل المنتسلين من الناجين في الفلك؟ وما كان كلهم كافرين! ام انهم خصوص الكافرين منهم المكذبين؟ ولا يختصهم ذلك الإنشاء الجديد!
(وَجَعَلْنا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْباقِينَ) هي عبارة أخرى عن (قَرْناً آخَرِينَ) ولكنه يقصد منهم في حقل الدعوة الرسالية من هم أضراب قوم نوح.
ومهما اختلفت الآراء في : من هم هؤلاء المكذبون؟ الا ان في
__________________
(١). نور الثقلين ٣ : ٥٤٤ وفي نهج البلاغة عن الامام علي (عليه السلام) : ...