وفي فرض عدم الفارق أيا كان فلا تعدد أيا كان (لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللهُ لَفَسَدَتا) الآلهة الا الله كما «لفسدتا» السماوات والأرض (سُبْحانَ اللهِ عَمَّا يَصِفُونَ) من اي شريك بثالوثه المنحوس.
(عالِمِ الْغَيْبِ) وهو كل ما يغيب عن سواه حاضرا ام سوف يخلق «والشهادة» وهي خلافه ، ام «الغيب ما لم يكن والشهادة ما قد كان» (١) وهما له شهادة على سواء ، فلو كان معه إله لعلمه قبل خلقه ، ولو كان اتخذ ولدا ام آلها سواه لكان يعلمه فيعلمه خلقه حتى يتخذوه معه آلها (فَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ).
(قُلْ رَبِّ إِمَّا تُرِيَنِّي ما يُوعَدُونَ ٩٣ رَبِّ فَلا تَجْعَلْنِي فِي الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) ٩٤.
دعاء يعلمها الله الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) حين يريه ما يوعدون ألّا يجعله في القوم الظالمين ، لا ظالما كما هم ولا معينا لهم كما الأعوان ، ولا مشمولا لما يوعدون كفتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة ، فهي دعاء لمفاصلة تامة بينه وبينهم في دافع الظلم وواقعه وواقعته الموعودة للظالمين.
(وَإِنَّا عَلى أَنْ نُرِيَكَ ما نَعِدُهُمْ لَقادِرُونَ) ٩٥.
تعجيلا لما نعدهم حتى ترى ، ام تأجيلا لأجلك حتى تبقى فترى آجل وعدهم ، وقد يكفيك وعدنا عن رؤيته وانما عليك دفع السيئة بالتي هي
__________________
(١) تفسير البرهان ٣ : ١١٨ في معاني الاخبار ابن بابويه بسند عن أبي عبد الله (عليه السلام) في الآية قال : عالم الغيب ما لم يكن والشهادة ما قد كان ، أقول : ما قد كان هو شهادة له ككل لمكان حضوره وما لم يكن هو غيب عن الحضور كونيا ولكنه شهادة لحضوره علميا.