القران واسمه معه ، دون الإفراد حيث اسمه معه ، إفرادا عن الهدي أو قرانا بالهدي ، فلا يجب الذبح في الإفراد ، ولا يجوز الاكل من غير الهدي ، كالذبيح للجريمة حالة الإحرام ، حيث النص خاص بالهدي الواجب على أية حال ، لا والواجب عند الجريمة حالة الإحرام ، فانه خاص بالفقراء دونما استثناء ، ذلك فرض ثان في منى بعد الرمي وبعدهما الحلق والتقصير :
(ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ)(٢٩).
القضاء متعديا بنفسه كما هنا هو الإتمام بالنسبة لأمر ابتدأه ، والتفث علّها مأخوذة من اصل عبراني وهو «تافس» (؟؟؟) او «تافش» (؟؟؟) وكلاهما بمعنى امسك وقبض ، فقضاء التفث هو إتمام القبض والإمساك الذي ابتدئ فيه بالإحرام قبل عرفة ، وقضاء التفث هنا بعد الذبح هو بالحلق والتقصير فيحلّ عن الإحرام (١) إلّا عن الطيب والنساء حيث يحللهما طواف الزيارة والنساء (وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ) إشارة إلى الطوافين ، تكملة لذلك التفث فيحل عن كل محرمات الإحرام مهما بقي عليه بيتوتة مني ليلتين أو ثلاث ورمي الجمار في أنهارها.
وما أجمله تعبيرا منقطع النظير عن الإحلال عن الإحرام «التفث» كما التعبير عن بداية الإحرام «الرفث» : (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُوماتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدالَ فِي الْحَجِّ ..) (٢ : ١٩٧).
وقد تعني قضاء التفث ضمن ما عنت «تعليم الأظفار وطرح الوسخ
__________________
(١) الدر المنثور ٤ : ٣٥٧ ـ اخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في الآية قال : يعني بالتفث وضع إحرامهم من حلق الرأس ولبس الثياب وقص الأظفار ونحو ذلك.