وتسميهم غير الله عليها ، وكذلك الغنى الملهي (١) لفظيا بأصوات مطربة ام معنويّا بمعاني ملهية ام جمعا بينهما فوا ويلاه! ومن قول الزور ان تقول للذي يغنّي أحسنت (٢) مهما اختلفت دركاتها.
وقد قرن قول الزور أيا كان بالرجس من الأوثان ومن أنحسه شهادة الزور فقد «قام رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) خطيبا فقال ايها الناس عدلت شهادة الزور اشراكا بالله ـ ثلاثا ـ ثم قرء : فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور (٣).
إذا فقول الزور هو كل قولة هارفة جارفة مزخرفة بظاهرة الصدق ، مهما اختلفت دركاته ، وكما تختلف دركات الشرك ، وقد قورن قول الزور
__________________
(١) نور الثقلين ٣ : ٤٩٥ عن الكافي عن أبي عبد الله (عليه السلام) في الآية قال : الغناء ، أقول :
انها مخصوصة بالغناء الملهى كما في بعض الروايات لأنه في اللهو ، واما غير الملهي كالتفنن بالقرآن فهو غير محظور بل هو مشكور كما في الحديث : تغنوا بالقرآن ـ ليس منا من لم يتغن بالقرآن ، فالقول ان كل غناء زور هو نفسه من القول الزور ، وفي المجمع روى أصحابنا انه يدخل فيه الغناء وسائر الأقوال الملهية.
(٢) المصدر عن معاني الاخبار عنه (عليه السلام) في الآية قال : منه قول الرجل للذي يغني أحسنت ، أقول : وهذا من باب بيان بعض المصاديق الخفية المختلف فيها ، وكافة الرجس من الأوثان بالشطرنج فان اللاعب به ينجذب اليه تاركا ما يعنيه إلى ما لا يعنيه عاكفا عليه كأنه يعبده ، وهذا جار في كل ما يلهيك عما يعنيك كأنك تعبده.
(٣) الدر المنثور ٤ : ٣٥٩ ـ اخرج احمد والترمذي وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه عن ايمن بن خريم قال قام ... وفيه اخرج احمد والبخاري ومسلم والترمذي عن أبي بكرة قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ قلنا بلى يا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال : الإشراك بالله وعقوق الوالدين ـ وكان متكئا فجلس فقال ـ : الا وقول الزور وشهادة الزور فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت.