صعوبات ولا بد لتحملها من تدرجات وتدربات كالحد في شرب الخمر وأمثاله ، وكالفرض في الصلاة وأمثالها.
أترى الرجال الزانون ما كان عليهم حد في البداية ، وقد كان على الزناة حيث آيته الأولى تخصهن؟ أجل ولكنه أجمل حدّها فيهم كما في الزناة في التي تليها : (وَالَّذانِ يَأْتِيانِها مِنْكُمْ فَآذُوهُما فَإِنْ تابا وَأَصْلَحا فَأَعْرِضُوا عَنْهُما إِنَّ اللهَ كانَ تَوَّاباً رَحِيماً)(١٦).
وهل إن حدّ الزانية ـ وهي أضعف ـ يكون أقوى من الزاني وهو أقوى؟
ثم ونسبة الزنا إليه أقوى منها لأنه هو الذي يتطلبها ليفعل فيها ، فهو ـ إذا ـ أغوى ، وليست هي التي تطلبه وإن كانا فاعلين باختيار؟ فكيف جمع إلى إيذاءها تخليدها في بيت دونه!.
ليس تخليدها في بيت إلّا حفاظا عليها ولكي تنقطع عن الذين يريدونها (أَوْ يَجْعَلَ اللهُ لَهُنَّ سَبِيلاً) : إلى الخروج ، من توبة فلا إمساك بعدها ، ولا حدّ على شروطها ، ومن حدّ آخر بعد إمساكها وإيذاءها إن لم تتب أم تابت بغير شروطها (١) والزاني يشارك الزانية في «فآذوهما» وكما في سائر الحد (فَاجْلِدُوا ...) وإيذاءها من حدهما قبل حدهما ، وأما إمساكها فهو سياج عليها منعة عن تكرار الفاحشة منها (يَجْعَلَ اللهُ لَهُنَّ سَبِيلاً).
ثم وآية النساء لا تعني في الإمساك والإيذاء خصوص فاحشة الزنى ، ف «يأتيانها» تعني إتيان الفاحشة ، في زنا أو لواط أم مساحقة ، حيث هي فاحشة كلها ، وإيذائهما يختلف في هذه الثلاث وقد بين في السنة.
والفاحشة في «يأتيانها» وإن كانت لا تشمل اللواط ، ولكنها هنا اعتبارا بجمعهما تشمله حيث الرجل يأتيه ،.
__________________
(١) كما إذا تابت بعد القبض عليها والاشهاد فانها لا تدرء الحد.