جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)(٣١).
... الضرب بالأرجل هو قوة المشي وشدته بحيث تسمع قعقعة خلخالها ، أو ترى من زينتها الخفية بجلبابها ف «يعلم» يعم علم السمع والبصر ، وهو منفذ لإثارة الشهوة وإحضار الريبة ، وأمّا صرف العلم بأن لها زينة خفية فغير محظور ، وإنما إظهار زينة خفية سمعا لها وإبصارا او شما أمّاذا من خفيّة تظهر بالإبداء ، وكضابطة عامة تستفاد من (لا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ) كل مثير للشهوات ومجلب للنظرات ، وحتى إذا كانت زينة ظاهرة غير ضرورية ، أم حركات غير عادية تحت الحجاب التام دون إظهار لزينة ، أم رائحة عطرية تجذب ، أم صوت يغنج ، أمّاذا من المثيرات غير الضرورية ، إنها محرمة على النساء أن يبدينها ، ومحرمة على الرجال أن يتعرضوا لها ، إذا كانت مثل النظرة المثيرة ، والنبرة المغيرة ، وأما ما دون ذلك مما لا يتجنب فغير محظور ولا محبور ، فسماع وسوسة الحلي أو شمام شذى العطر (١) قد يثير حواس أناس ، ويهيج أعصابهم ويفتنهم فتنة جازفة جارفة لا يملكون لها ردا ، والقرآن يسد الطريق على كل هذه المثيرات من الجانبين ، لأن منزّله هو الذي خلقهما ، وهو الذي يعلم ما خلق وهو اللطيف الخبير.
(وَتُوبُوا إِلَى اللهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) وي كأن لجميع المؤمنين نصيبا قلّ أو كثر من هذه الإثارات والتأثرات الشهوانية ، قلّما يخلو منها ذكر أو أنثى لهم الرغبات الجنسية ، من خطوة إلى خطوة ، من نبرة إلى نظرة وإلى شهوة وريبة وإلى ما لا تحمد عقباه ، أعاذ الله جميعا من خطوات الشيطان.
__________________
(١) استفاض عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قوله : «أيما امراة خرجت واستعطرت ليوجد ريحها فهي زانية وكل عين زانية.