وقليل ما هو ، وفي النكاح إحراز الدين (١) وفي العزوبة الرذالة (٢) إلّا لغير أولي الإربة ، او الذين لا يخافون الفتنة من العزوبة!
وقد يعني (وَلْيَسْتَعْفِفِ ...) إضافة إلى ترك النكاح ريثما يغنوا فينكحوا ، استعفافهم بفعل النكاح حتى يغنيهم الله من فضله (٣) فمن لا يجد نكاحا حتى الصداق او الكفوء فاستعفاف تركه ، ومن يجد الكفؤ والصداق ويخاف عيلة النكاح وفقره فاستعفاف بفعله حتى يغنيه الله من فضله ، وكما قد يعم «وليستعفف» من ينكح ومن ينكح له بكلا المعنيين ، فمن لا يجد إنكاحا فليطلب عفافا للأيامى إن استطاع بإنكاحهم ، وإن لم يسطع فبحملهم على العفاف بوسائله ، كمن لا يجد لنفسه نكاحا فليطلب عفافا بأحد الوجهين كما يستطيع ، ف (لا يَجِدُونَ نِكاحاً) يعم عدم وجدانه لأنفسهم وللأيامى سواهم ، وجدانا ماديا أم سواه ، فالمهم في هذا البين هو الاستعفاف للأيامى ، منهم ومن أوليائهم ، بفعل النكاح تحصيلا للعفاف ، ام في تركه تعفيفا للنفس بوسائل أخرى.
فتحصيل وسائل العفاف عن التخلف الجنسي واجب جماعي كما يجب على الأفراد لتطهير الجو الإسلامي من الشذوذات الجنسية ، من عفاف ذاتي بغض النظر المريب ، وبإنكاح ونكاح قدر المستطاع ، ثم بمحاولات أخرى
__________________
(١) المصدر ح ١٣٧ عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من تزوج فقد احرز نصف دينه فليتق الله في النصف الآخر.
(٢) المصدر ح ١٣٨ عن أبي عبد الله (ع) قال قال رسول الله (ص) رذال موتاكم العزاب.
(٣) المصدر ح ١٥٤ عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عز وجل «وليستعفف قال : يتزوجوا حتى يغنيهم الله من فضله وفيه ١٥٢ في الحاصل باسناده إلى زيد بن ثابت قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): يا زيد تزوجت؟ قلت : لا ـ قال : تزوج تستعف مع عفتك.