ثم (يُغْنِهِمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ) ليس وعدا من الله محتوما فقد لا يغنيهم ، وإنما يعدهم ترغيبا لهم وفي الأكثر يغنيهم «من فضله» حيث يسعون أكثر مما كانوا يسعون (وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسانِ إِلَّا ما سَعى) ثم الله يزيدهم من فضله لسدّ ثغرة الأهل في نفقته.
على الأيامى النكاح وعلى أوليائهم إنكاحهم ، فإن اشتدت الحاجة ـ كما يتفق نزرا ـ ولا سبيل إلى البقاء فالفراق جمعا بين الأمرين نكاحا وفراقا (١)
__________________
ـ وآله وسلم) فشكى إليه الحاجة فأمره بالتزويج ففعل ثم أتاه فشكى إليه الحاجة فأمره بالتزويج حتى امره ثلاث مرات فقال ابو عبد الله : هو حق ثم قال : الرزق مع النساء والعيال ، وفيه عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من ترك التزويج مخافة العيلة فقد أساء ظنه بالله عز وجل ان الله يقول (إِنْ يَكُونُوا فُقَراءَ يُغْنِهِمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ) وفيه ح ١٣٥ عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال أتى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) شاب من الأنصار فشكى إليه الحاجة فقال له : تزوج فقال الشاب اني لأستحي ان أعود إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فلحقه رجل من الأنصار فقال : ان لي بنتا وسيمة (حسنة الوجه) فزوجه إياه قال : فوسع الله عليه فأتى الشاب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فأخبره فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : يا معشر الشباب عليكم بالباه (النكاح).
(١) نور الثقلين ٣ : ٥٩٥ ح ١٣٠ في الكافي باسناده إلى عاصم بن حميد قال : كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) فأتاه رجل فشكا إليه الحاجة فأمره بالتزويج قال فاشتدت به الحاجة فأتى أبا عبد الله (عليه السلام) فسأله عن حاله فقال له : اشتدت بي الحاجة قال (عليه السلام) ففارق ثم أتاه فسأله عن حاله قال : اثريت وحسن حالي فقال ابو عبد الله (عليه السلام) اني امرتك بأمرين امر الله بهما قال الله عز وجل (وَأَنْكِحُوا الْأَيامى ...) وقال (إِنْ يَتَفَرَّقا يُغْنِ اللهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ).