أموالهم (١) وإلى الجهاد في سبيل الله ، خروجا مفروضا.
(قُلْ لا تُقْسِمُوا) فلا حاجة إلى إقسام بايّ من الأقسام ، فيما لكم سبيل إلى تطبيقه دون إقسام ، فإنما الواجب عليكم (طاعَةٌ مَعْرُوفَةٌ) لدى الجميع ، معروفة في الكتاب والسنة لا تحتاج في توكيدها إلى إقسام ولا في تطبيقها إلى أمر بعد أنّ أمرها معروف ، ثم لتكن معروفة لا منكرة كما (وَيَقُولُونَ طاعَةٌ فَإِذا بَرَزُوا مِنْ عِنْدِكَ بَيَّتَ طائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ...) (٤ : ٨١) ولكن طاعتكم معروفة لدينا أنها منكرة ، أن تركتموها حيث لا تخرجون رغم ما تعدون ، أم أطعتم على غير الوجه الذي تؤمرون ، إذ لا تزيدون في الخروج إلّا خبالا ووبالا :
(لا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَنْ يُجاهِدُوا بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَاللهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ. إِنَّما يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَارْتابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ. وَلَوْ أَرادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلكِنْ كَرِهَ اللهُ انْبِعاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقاعِدِينَ. لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ ما زادُوكُمْ إِلَّا خَبالاً وَلَأَوْضَعُوا خِلالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ) (٩ : ٤٧).
فمثلث المعنى من (طاعَةٌ مَعْرُوفَةٌ) هنا معنية ، وما ألطفها تعبيرا آمرا ناهيا ساخرا متهكما متحكما! ف ـ (طاعَةٌ مَعْرُوفَةٌ) عن المنافقين محرمة ، و (طاعَةٌ مَعْرُوفَةٌ) لدى المؤمنين واجبة قدر المستطاع وإلى حد الكمال في خروج المهدي (صلى الله عليه وآله وسلم) لحد «يصبح أحدكم وتحت رأسه صحيفة عليها مكتوب (طاعَةٌ مَعْرُوفَةٌ)(٢).
__________________
(١) الدر المنثور ٥ : ٥٤ ـ إخراج ابن مردوية عن ابن عباس قال : أتى قوم النبي (ص) فقالوا يا رسول الله لو أمرتنا ان نخرج من أموالنا لخرجنا فانزل الله (وَأَقْسَمُوا بِاللهِ ...).
(٢) نور الثقلين ٣ : ٦١٦ ح ٢١٣ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى عبد الله بن عجلان ـ