عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فازَ) (٣ : ١٨٥) فالزحزحة عن النار إفلاح وتسوية للطريق إلى الجنة : (وَعَدَ اللهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَمَساكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوانٌ مِنَ اللهِ أَكْبَرُ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) (٩ : ٧٢) وعلّ «ذلك» هو الرضوان أم هو الكل ، وكل ذلك فوز نتيجة الإفلاح (وَمَساكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) (٦١ : ١٢).
وأما الإفلاح فهو التعبيد لطريق الفور (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها) (٩١ :) ٩) والتحلية هي بعد التزكية (فَاتَّقُوا اللهَ يا أُولِي الْأَلْبابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (٥ : ١٠٠) (وَتُوبُوا إِلَى اللهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (٢٤ :) ٣١).
هنالك «كان» في قول المؤمنين (سَمِعْنا وَأَطَعْنا) تضرب إلى عمق الماضي تلميحا أن ذلك قضية الإيمان بطبيعته ، فالمتخلف عنه متخلف عن الإيمان الصالح مهما كان له إيمان! ثم (وَإِذا دُعُوا ...) تعم دعوة أحد المتنازعين ، أم أي داع إلى الله ، أو داعي الله أو داعي رسول الله ، ثم الطاعة ـ وهي واقعها ـ بعد القول (سَمِعْنا وَأَطَعْنا) ومن ثمّ الخشية مع الطاعة (وَيَخْشَ اللهَ) تحكيما لرباط الطاعة ، وأخيرا «ويتقه» تقوى في الطاعة الخشية والخشية الطاعة ، أن تستخلص في الله دون سواه ، هذه الثلاث زاد فائز صالح في الطريق الفالح ، اللهم اجعلنا من المفلحين الفائزين.
(وَأَقْسَمُوا بِاللهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ لَئِنْ أَمَرْتَهُمْ لَيَخْرُجُنَّ قُلْ لا تُقْسِمُوا طاعَةٌ مَعْرُوفَةٌ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ)(٥٣)
وَأَقْسَمُوا بِاللهِ) مبلغ «جهد» هم في «أيمانهم» فلم يتركوا صيغة بالغة في القسم مبالغة إلّا أقسموا بها : (لَئِنْ أَمَرْتَهُمْ لَيَخْرُجُنَّ) من