المؤمنة (١) لا المسلمين أجمع ، فإن «منكم» تبعّض المخاطبين المسلمين إلى (الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) وسواهم ، آمن ولم يعمل كما يصلح ، أو عمل ولم يؤمن كما يصلح ، أو ترك حقهما إلى ضئالة لا تتحرك أماذا؟
هذه المجموعة الصالحة لوراثة الأرض (أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصَّالِحُونَ) ولخلافة الأرض (لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ ...) بمن يقودهم من الرسول وعترته المعصومين ، ومن حذى حذوهم من الولاة الصالحين ، هم جميعهم لا بد لهم من يوم تتحقق فيهم هذه الوعود الأربع ، ففيه رجعة من محّض الإيمان محضا ، ورجعة هؤلاء الأكارم لتحقيق القواعد الأربع لعرش الخلافة الإسلامية الكبرى :
١ (لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ) أترى ما هذه الخلافة؟ أهي خلافة الله فيها ، أن يخلفوا الله في أرضه؟ ولا خليفة لله بهذا المعنى ولا نائب ينوبه فإنه دائب في ربوبيته في سماواته وأرضه! ولا بد بين الخليفة والمستخلف عنه من مسانخة في ذات وصفات وأفعال ، فيخلفه في شأن من شئونه إذا مات او عجز أو انعزل أو عزل نفسه ، ولا مسانخة بين الله وخلقه على أية حال ، ولا عزل أو انعزال لشأن من شئون الألوهية حتى تصح الخلافة عنه لأيّ كان!
أم خلافة النبوة أو الإمامة إذ يقرر الله كلا منهما لخلف بعد سلفه ،
__________________
(١) ملحقات احقاق الحق ١٣ : ٣٢٨ في تفسير العياشي ان علي بن الحسين قرأ آية (لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ) قال : والله هم محبون اهل البيت يفعل الله ذلك بهم على يد رجل منا وهو مهدي هذه الأمة ، وفيه عن إسحاق بن عبد الله عن الامام زين العابدين (عليه السلام) قال : هذه الآية نزلت في القائم المهدي (عليه السلام) وفيه عن العلامة الشيخ هاشم بن سليمان في المحجة على ما في الينابيع ص ٤٢٥ ط اسلامبول وروى عن الباقر والصادق (عليه السلام) انها نزلت في القائم وأصحابه.