هذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً (٣٠) وَكَذلِكَ جَعَلْنا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفى بِرَبِّكَ هادِياً وَنَصِيراً)(٣١)
(الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنا) قد يعم اللقاء في الأولى معرفة له بالوحدانية ، فتخصيص العبادة إياه لا سواه ، كما الأخرى هي يوم اللقاء المعرفي إذ تزول الحجب إلّا حجاب الذات ، ولقاء الجزاء ثوابا وعقابا فإنه يوم الحساب.
(وَقالَ ... لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْمَلائِكَةُ) كما يدعي محمد نزولهم عليه بالوحي ، فلو أن البشر ينزل عليه الملائكة فنحن بشر كما هو بل وأهدى سبيلا ، ولو أنه لا تنزل عليه الملائكة فقد جاء محمد بإفك.
أم إذا كان الوحي وحي مواجهة بمشافهة فلو لا نرى ربنا ، أم لماذا الوسطاء بشرا ام ملكا لا يستأصلان مجال الشك في رسالة الوحي ، فلولا نرى ربنا ، فيوحي إلينا كما أوحى إلى محمد في زعمه.
والجواب كلمة واحدة قارعة (لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ) حيث اعتبروها في قمة الوحي حتى ينزل عليهم الملائكة بالوحي أم في مساماة الربوبية حتى يروا ربهم «وعتوا» على الحق ووحي الرسالة ورسالة الوحي (عُتُوًّا كَبِيراً) فرحم الله امرء عرف قدره وهم ما عرفوه ، لذلك هرفوا وخرفوا في اقتراحاتهم المتلاحقة.
هم في ذلك الاقتراحة الحمقاء قالوا «ربنا» مسايرة مع الرسول أنه الرب