(أَصْحابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلاً) (٢٤).
آية يتيمة في مقيل أصحاب الجنة ، لا ثانية لها ، وهو نوم نصف النهار المسمّى بالقيلولة ، وفيه راحة مزيحة للإتعاب و «يومئذ» هنا بازغ منذ الموت حتى (يَوْمَ تَشَقَّقُ السَّماءُ بِالْغَمامِ) ، فهو يوم البرزخ دون القيامة الكبرى ، لا لتكوّر الشمس فيها فلا نهار حتى يكون نصف نهار ، إذ فيها شمس أخرى ، ولكن لا نوم فيها لا مقيلا ولا غير مقيل إذ لا تعب فيها يتطلب نومة ، ثم الآيات التالية لها تحدث عن قيامتي التدمير والتعمير.
وتراهم (أَحْسَنُ مَقِيلاً) من أصحاب النار وخير مستقرا منهم؟ ولا خير في مستقرهم ولا حسن في مقيلهم!
ليس التفضيل فيهما ـ فقط ـ بالنسبة لأصحاب النار ، بل وبالنسبة للحياة الدنيا ، فهما تفضيلان بالنسبة لها حقيقة ، وبالنسبة لهم مجاراة ، كما «أذلك خير أم جنة الخلد»؟
في هذه الضفّة مؤمنون مستقرون مستروحون ناعمون نائمون مقيلا في ظلال ، وفي الضفة الأخرى ، كافرون أعمالهم هباء منثور ، وهم خواء مضطربون.
__________________
ـ الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ليجاء يوم القيامة بقوم معهم حسنات مثل جبال تهامة حتى إذا جيء بهم جعل الله تعالى اعمالهم هباء ثم قذفهم في النار ، قال سالم : بابي وامي يا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حل لنا هؤلاء القوم ، قال : كانوا يصلون ويصومون ويأخذون سنة من الليل ولكن كانوا إذا عرض عليهم شيء من الحرام وثبوا عليه فادحض الله تعالى اعمالهم.
أقول : كأنهم المنافقون ، حيث المؤمن لا يثب إلى الحرام مهما يبتلى به لمما ام كبيرة يتوب عنها.