السَّماءِ وَهِيَ دُخانٌ) (٤١ : ١٢) وعند قيامتها سوف ترجع غماما ودخانا كما كان (وَالسَّماءِ ذاتِ الرَّجْعِ) (٨٦ : ٩) : رجعا إلى ما كانت.
(الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمنِ وَكانَ يَوْماً عَلَى الْكافِرِينَ عَسِيراً)(٢٦).
«الملك» تعني حق الملك والملك الحق ملك الكون كله ، وهو ملكه ـ وبأحرى ـ كله ، ملكا فملكا حقيقيا في ظاهر الأمر وباطنه ، وقد كان العالمون مستخلفين في ظاهر منه لردح من زمن التكليف ، ملكة عارية : لهم ، عارية عن حق الملك وثابته!
ذلك (الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ) حيث تشقق السماء بالغمام ونزل الملائكة تنزيلا ، «الملك» الحق «يومئذ» الحق ، هو فقط «للرحمن» ف (الْحَقُّ لِلرَّحْمنِ) خبران للملك لصق بعض ، أو الحق وصف له وللرحمن خبر.
صحيح أن الملك الحق هو ـ منذ كان ـ كان للرحمن ، لأنه مالك الملك ، ولكن مالكيته وملكيته بارزتان يوم الدين مهما خفيتا للأخفّاء والأخفياء يوم الدنيا ، فان دار التكليف هي دار الامتحان ، يستخلف فيه الإنسان لذلك الامتحان ،.
«وكان» يوم الملك الحق للرحمن (يَوْماً عَلَى الْكافِرِينَ عَسِيراً) وللمؤمنين يسيرا : (فَإِذا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ. فَذلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ. عَلَى الْكافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ) (٧٤ : ٩) إذ كانوا يتحسبون أن لهم الملك الحق ظاهرين فوجدوه حقا للرحمن وهم أمام حساب عظيم عظيم.
ذلك يوم قيامة الإماتة التدمير ، ومن ثم يوم قيامة الإحياء التعمير :
(وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلى يَدَيْهِ يَقُولُ يا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً (٢٧) يا وَيْلَتى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً (٢٨) لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جاءَنِي وَكانَ الشَّيْطانُ لِلْإِنْسانِ خَذُولاً)(٢٩).