هنالك سبل مع الرسول إلى الله ، من قرآنه كثقل أكبر ، ومن عترته كثقل أصغر ، ومن تقوى صالحه اتباعا للثقلين ، وكما الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) هو مجمع الثقلين ، مثلث من السبل مع الرسول ، كما الرسول سبيل معها ، ولكنه هو رأس الزاوية من مربع السبيل إلى الله ، ف (مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللهَ) (٤ : ١١٥).
كلّ ذلك سبيل معه إلى الله في النهاية ، مهما كانت سبلا إلى رسول الله في البداية ، فكلمة واحدة في سائر القرآن (سَبِيلِ اللهِ)(١) دون سبيل رسول الله أم سواه ، ولا يعني (سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ) (٤ : ١١٥) إلّا سبيلهم مع الرسول إلى الله وكما قررها الله.
(وَقالَ الرَّسُولُ يا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً)(٣٠).
«وقال» علّها عطفا على «ويوم» حكاية عن قيله يوم العضّ ، لأن القرآن هو المحور الأصيل من السبيل مع الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) فهجر القرآن هو هجر الرسول وعترة الرسول.
ثم و «قومي» لا يخص الظالم الذي يعض على يديه ، فإنهم كل من وجبت عليهم الدعوة الإسلامية في طول الزمان وعرضه ، فقليل هؤلاء الذين لم يتخذوا هذا القرآن مهجورا ، وكثير هؤلاء الذين اتخذوا هذا القرآن مهجورا ، وكما نراه طول التاريخ الإسلامي.
ومهما (قالَ الرَّسُولُ) قوله الشاكي عند ربه يوم الأخرى ، فهو قائله يوم الأولى ، كما نعرفه من طيات شكاواه.
__________________
(١) يذكر السبيل في القرآن (١١٦) مرة ولا يعني خيرها الا سبيل الله ، ام وسبيل المؤمنين وهي ايضا سبيل الله.