أن سيئاته كانت أكثر مما هي» (١).
وبصيغة اخرى ، الكفر هو مبدأ السيآت ، والتوحيد هو مبدأ الحسنات ، فلما بدل الشرك توحيدا ، فقد بدل مبدأ السيئة حسنة ، ثم تتواتر الحسنات كأنها اتوماتيكية على اثر الايمان الصالح والتوبة النصوح.
ولماذا (يُبَدِّلُ اللهُ) وصاحب السيئة هو الذي بدل؟ لان الله هو الذي يقبل توبته ، وهو الذي يقر في قلبه التوحيد ، وهو الذي يوفقه لحسنات على غرار التوحيد.
٩ ـ ١٠ (وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِراماً)(٧٢).
الزور فتحا هو الميل من حق إلى باطل أم من باطل إلى حق ، أم من حق إلى حق ، أم باطل إلى باطل ، ومنه الزيارة والتزاور في هذا المربع ، والزور ضما هو الميل عن حق إلى باطل ، تصويرا للحق بصورة الباطل ، او الباطل بصورة الحق ، فمنه الكذب والبهت والفرية ، ومنه اللهو (٢) ومنه شهادة الزور (وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ) حضورا له مهما لم يشاركوا
__________________
(١) الدر المنثور : ٥ : ٨٠ ـ اخرج عبد بن حميد عن عمرو بن ميمون في الآية قال : حتى يتمنى. وقد رد عليه ما اخرج عبد بن حميد عن أبي العاليه انه قيل له : ان أناسا يزعمون انهم يتمنون ان يستكثروا من الذنوب قال ولم ذاك قال : يتأولون هذه الآية (يبدل الله سيئاتهم حسنات) ، فقال ابو العالية وكان إذا اخبر بما لا يعلم قال : (آمَنْتُ بِما أَنْزَلَ اللهُ مِنْ كِتابٍ) ثم تلا هذه الآية : (يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً وَما عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَها وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً).
(٢) تفسير البرهان ٣ : ١٧٦ ـ الكليني بسند متصل عن أبي عبد الله (عليه السلام) في الآية قال : الغناء.