عن حجة وتتعاضد فنعما هي ، ولكنها تعصبت على إفك مبين ضد البيت الرسالي الطاهر الأمين ، متعاضدة في إذاعته فإضاعتها فبئسما هي ، ويا لها من خطر عظيم على ذلك الجوّ الطاهر ، يظلم الجوّ الإسلامي الباهر إلى غسق ، ويظلم المسلمين في ذلك الغسق.
الذين جاءوا بالإفك عصبة ، والإفك كبره موجّه إلى بيت الرسالة ، وصغره إلى الذين معه ، فليكن ذلك الإفك ـ على دركاته ـ شرا للمسلمين أجمع ، إذ يدنس ساحة الرسالة القدسية بين الجماهير المؤمنة وسواها ـ ولكن ـ رغم أنه شر ما أشره في نفسه :
(لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ) فإن الله يدافع عن الذين آمنوا كما دافع عن بيت الرسالة هذه الفضيحة ، أن بيّن إفكهم ووضّح طهارة المفترى عليهما ، وفضح العصبة المفترية.
(بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ) فإن (لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذابٌ عَظِيمٌ)!
فوزره عليهم وهم مفضحون ، ثم يخفّف عنكم من أوزاركم بما افتري عليكم مظلومين!
إنه خير لكم : «الكتلة المؤمنة» إذ يكشف عن الكائدين للإسلام في شخص الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وأزواجه ، ويكشف لكم عن المنهج القويم في مواجهة مثل هذا الأمر العظيم! ويبين الخطورة المحدقة بالجماعة المسلمة لو أطلقت فيها ألسنة الإفك والرمي ، إذ تعدم حينئذ كل وقاية وتحرّج وحياء ، وتلفّظ في كل دعاية وتجرّح لعناء.
(لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ) عصبة منكم جاءوا بالإفك (مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ) حسب دركاته من كبره وصغره وعوان بين ذلك ، والإثم وهو الأثر