الطاهر الأمين ، وعلّها أو أنها أضخم المعارك التي واجهها الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) طيلة حياته الرسولية.
لو استشار كل مؤمن عن ذلك الإفك لهداه فطرته ، وساقته فكرته أنه إفك مبين!.
فهذا تنديد شديد بالذين جاءوا بالإفك ، ومن ثم الذين سمعوه مندفعين غير دافعين :
(لَوْ لا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِناتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْراً وَقالُوا هذا إِفْكٌ مُبِينٌ)(١٢).
فإنها تنديد بالذين سمعوا الإفك من عصبة اللعنة ، وظنوا من وراءه سوء ولم يقولوا إنه إفك مبين!
ترى ذلك الظن السوء يمنع عنه المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم ، فان المفترى عليهم منهم رجالا ونساء ، والأصل في المؤمن أن يظن به الخير ما لم يثبت شره؟ ولكن ماذا ترى في (وَقالُوا هذا إِفْكٌ مُبِينٌ) ولم يكن إفكه مبينا ظاهر الكذب للذين سمعوه؟ والله يندد بهم ان لم يقولوا!
لأن الأصل في القذف كذبه إلّا إقرارا من المقذوف ، أم أربعة شهود ولم تكن ، إذا فهو إفك مبين : يبين إفكه إذ لا يملك برهانا ف (أُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ)(٤).
ولأنه لو لم يكن إفكا فليحدّ الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) المقذوف والمقذوفة وقد نزلت آيته من قبل ، ولم يحدّ ولا ارتاب في أمرها ، إذا فهو افك مبين يبين إفكه بما لم يحدهما الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وإنما حدّ القاذف بما قذف!.
ولأن ساحة النبوة السامية وبيتها واجبة الحفاظ على كل مؤمن ،