القول (ما يَكُونُ لَنا ... سُبْحانَكَ) سبحانك اللهم! بعيد ساحتك أن تبعث رسولا يتدنس بيته بالفاحشة ، بعيد عنك ألا تدافع عن هذا البيت الطاهر إفك الفاحشة ، فإن (هذا بُهْتانٌ عَظِيمٌ)!
وترى أن هذا الإفك بخصوصه بهتان عظيم لأنه مس من كرامة الرسول العظيم؟ كلّا! فإن كل إفك بهتان عظيم مهما اختلفت دركاته حسب مختلف الظروف والدرجات لمن يوجه إليه :
(يَعِظُكُمُ اللهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَداً إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (١٧) وَيُبَيِّنُ اللهُ لَكُمُ الْآياتِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ)(١٨).
حكم أبدي صارم على إفك عارم من أيّ كان على ايّ كان وأيان دونما استثناء ، والإفك في مفهوم واسع هو كل فرية بكل إثم أماذا ، دون علم أو سلطان مبين ، تقوله فتتناقله الألسن ، فحتى إن كنت صادقا فيما تقول دون أن تأتي باربعة شهداء أم أية شهادة مقبولة ، فأنت من «أولئك (عِنْدَ اللهِ هُمُ الْكاذِبُونَ) فكيف إذا كنت لا تدري أم أنت كاذب ، فتطيّر هذه الوقيعة في مؤمن ، فتحلّق على جوّ الإيمان الطاهر فتكدره.
فلأن الله عليم بما يخلّفه الإفك من تكدّر العيش وسلب الطمانينة عن المؤمنين ، ولأنه حكيم يحكم ويربط الانفصالات والانعزالات السوء ، لذلك (يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمُ) هذه «الآيات» لكي تهتدوا إلى صراط مستقيم ، وتنضبطوا بضابط الأمن والإيمان الخلقي الجماهيري لتبنيّ مجتمع طاهر (وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ).
وكضابطة عامة هي سياج على كل التخلفات واللّاأخلاقيات في الكتلة المؤمنة :