وأعمالها ، فلا يتمكن المجترحون إنكارها : (إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) (٤٥ : ٢٩) (يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً وَما عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَها وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً) (٣ : ٣٠) (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ) (٩٩ : ٨) (وَيَقُولُونَ يا وَيْلَتَنا ما لِهذَا الْكِتابِ لا يُغادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصاها وَوَجَدُوا ما عَمِلُوا حاضِراً وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً) (١٨ : ٤٩)!
وأما هذه الثلاث ، فلأنها أهم الجوارح أعمالا ، وهي المناسبة لسالف الإفك ، فإن الجوارح كلها تشهد وتجمعها آية الجلود : (وَقالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنا قالُوا أَنْطَقَنَا اللهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ ...) (٤١ :) ٢١) إذ (شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ) (٤١ : ٢٠).
شهادة عينية لا ترد مهما ردت شهادات أخرى ، فإنها أصوات الأقوال وصور الأفعال كأنه قالها وعملها الساعة ، إذ سجلت كما قيلت وعملت بنفسها ، دون الألفاظ الحاكية عنها ، المخلوقة في هذه الجوارح! وقد أنطق الله كل شيء بما تلقّى من أعمال وأحوال ، من أجواء وأشياء وأعضاء ،
__________________
ـ أكتمكم من عملي شيئا فيقولون له قم فامش سويا فيقوم فيمشي حتى يجاوز الصراط فيقولون له أخبرنا باعمالك التي عملت فيقول في نفسه ان أخبرتهم بما عملت ردوني إلى مكاني فيقول : لا وعزته ما عملت ذنبا قط فيقولون ان لنا عليك بينة فيلتفت يمينا وشمالا هل يرى من الآدميين ممن كان يشهد في الدنيا أحدا فلا يراه فيقول : هاتوا بينتكم فيختم الله على فيه فتنطق يداه ورجلاه وجلده بعمله فيقول : اي وعزتك لقد عملتها وان عندي العظائم المضرات فيقول اذهب فقد غفرتها لك.