يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ)(٢٥).
إن بقي ما كانوا يعملون ، بلسان يتكلم بإفك ، ويد بقلم أماذا تمدّ إلى إذاعته ، ورجل تمشي إليه ، أم اي عمل جارح بالجوارح ، فإنها تشهد بما عملوا كل بحسبه ، إذاعة لأصوات الأقوال وصور الأعمال ، وسير الأحوال!
وأما بعد التوبة والإصلاح فلا تبقى حتى تشهد وإنما تمحّى ، وكما الصالحات إذا ضاعت بإحباطها ، وآية الشهادة هذه تشهد أن المعنيّين بسابقتها في رمي الغافلات هم غير التائبين ، فان التائب من الذنب كمن لا ذنب له!
ترى ولماذا تشهد الجوارح؟ والله يعلم ما جرحت! وكيف تشهد ولا ألسنة لها إلا اللسان؟ ولماذا هذه الثلاث؟ ولا تختص بها الجوارح!.
شهادة الجوارح تعني تبكيت العاملين ، وإلجامهم وإلزامهم باعترافهم حين يكذبون كل شاهد (١) فإنها تشهد كما عملت إذ سجلت فيها أقوالها
__________________
(١) الدر المنثور ٥ : ٢٥ ـ اخرج ابو يعلي وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه عن أبي سعيد الخدري ان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال : إذا كان يوم القيامة عرف الكافر بعمله فجحد وخاصم فيقال : هؤلاء جيرانك يشهدون عليك فيقول كذبوا فيقال أهلك وعشيرتك فيقول كذبوا فيقال احلفوا فيحلفون ثم يصمتهم الله وتشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم ثم يدخلهم النار ، أقول ويشهد له (الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلى أَفْواهِهِمْ وَتُكَلِّمُنا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ) وفيه اخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول وابن مردويه عن أبي امامة سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول اني لأعلم آخر رجل من امتي يجوز على الصراط رجل يتلوى على الصراط كالغلام حين يضربه أبوه تزل يده مرة فتصيبها النار وتزل رجله فتصيبها النار فتقول له الملائكة أرأيت إن بعثك الله من مقامك هذا فمشيت سويا أتخبرنا بكل عمل عملته فيقول : اي وعزته لا ـ