والعقائد والأفعال الطيبات هي للمؤمنين منهم وفيهم وإليهم.
ثم الكلمات والعقائد والأفعال الخبيثات هي لغير المؤمنين ، منهم وفيهم وإليهم ، كما أنهم لهذا المثلث الخبيث ـ إذا ف :
«أولئك» المؤمنون (مُبَرَّؤُنَ مِمَّا يَقُولُونَ) الخبيثون ، من مثلث الخبيثات ، كضابطة عامة في المؤمنين أن ليس ذلك منهم اللهم إلّا شذرا ، ولا تقبل فريتها إليهم ، اللهم إلّا بشهادة ، فالأصل في المؤمنين والمؤمنات البراءة مما يقال عليهم ، وليس كذلك الأصل في غيرهم!
وحتى إذا تفلّتت منهم فالته من خبيثة وإن كانت فاحشة ف (أُولئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ) وكما وعدوا : (إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبائِرَ ما تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلاً كَرِيماً) (٤ : ٣١) (إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ ذلِكَ ذِكْرى لِلذَّاكِرِينَ) (١١ : ١١٤) وهكذا إيمان من أفضل الحسنات!
ف (أُولئِكَ مُبَرَّؤُنَ ...) وإن كانت تدل على معنى ثان للخبيثات ، ولكنها لا تختص الآية به نفيا للاوّل ، حيث اللفظ عام يصلح لهما ، مهما كان شأن نزولها كلمات الإفك الخبيثات!
فهذه الآية تضاحي (قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلى شاكِلَتِهِ) في وجه ، وتقرر ضابطة تجمع بين إخبار وإنشاء ، أن ساحة الطيبين بريئة من التدنس بخبيثه تقال فيهم ام تفعل ، او يقولون ويفعلون.
وقد تعني الآية تكريسا لكل ما هنالك من سلب وإيجاب حول الروابط الجنسية والعلائق والرباطات الاجتماعية قوليا وعقيديا وتطبيقا في ذلك النطاق في هذه الآيات كلها ، وما أجمله تكريسا من ضابطة صارمة! فالجنس مع الجنس يميل ، حيث الزمالة إمالة لزميل إلى زميل.