ولأن السلام قبل الكلام» (١) ترى ماذا تعني «تستأنسوا» قبل «وتسلموا»؟ طبعا لا تعني كلاما مع أهل البيت ، وإنما (مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ) (٢٢ : ٥٣) تسمعونهم تأكدا أن في البيت أهل ثم اخبارا أنك تقصد دخوله (٢).
ثم استيناسا طلب الانس بأهله لكي تعرف رضاهم بدخولك ، وأخيرا استيناسك إياهم لكي يأخذوا أهبتهم لتقبّل الداخل ، سترا لعورات وسدا لثغرات وتحضيرا لضيافة أماذا؟! فليس الاستئناس ـ فقط ـ الاستئذان ، أذن أو لم يؤذن ، وإنما تحصيل الأنس وهو إذن مؤنس ، فإن أذن له تخجلا دون أنس فلا إذن إذا ، وكثير هؤلاء الذين
__________________
ـ علي فكيف أصنع ولفظ ابن جرير وانه لا يزال يدخل علي رجل من اهلي وأنا على تلك الحال فنزلت (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ...).
(١) المصدر ـ اخرج الترمذي عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) «السلام قبل الكلام».
(٢) الدر المنثور ٥ : ٣٨ اخرج ابن أبي شيبة والحكيم الترمذي وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردية عن أبي أيوب قال قلت يا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أرأيت قول الله : حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها هذا التسليم قد عرفناه فما الاستيناس؟ قال : يتكلم الرجل بتسبيحة وتكبيرة وتحميدة وتنحنح فيؤذن اهل البيت أقول : هذا من مصاديق الاستيناس الإخبار وليس كله فقد يخبر ويسلم ولا يرضون بدخوله! وكما رواه ابو أيوب عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) قال (صلى الله عليه وآله وسلم): الاستيناس ان تدعوا الخادم حتى يستأنس اهل البيت الذين يسلم عليهم ، ومن الاستيناس الإخبار قولك : يا الله ـ سنة دأبة للمؤمنين تحمل ذكرا وإخبارا أن هنالك من يريد الدخول.
وفي التفسير الكبير للفخر الرازي ٢٣ : ١٩٧ روى ابو هريرة قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): الاستئذان ثلاث : بالأولى يستنصتون وبالثانية يستصلحون وبالثالثة يأذنون او يردون ، وعن جندب قال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول : إذا استأذن أحدكم ثلاث فلم يؤذن له فليرجع.