والكتاب المبين (وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَما مَسَّنِيَ السُّوءُ).
وعلّ التنكير في (إِمامٍ مُبِينٍ) يلمح لذلك الشمول جريا للعلم المطلق على مطلق العلم ، فكما يفسر هكذا الصراط المستقيم بأمير المؤمنين (عليه السلام) كذلك الأمر في إمام مبين ، فإنهما من تفسير التطبيق على مصاديق دون المصداق المطابق المعنّي في أصل الكلام
ولأن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ومعه عترته المعصومون (عليهم السلام) من شهداء الأعمال ، والله يحصي فيهم اعمال العباد كلهم ، فهم ممن يكتب فيهم (ما قَدَّمُوا وَآثارَهُمْ) وكما يكتب فيهم سائر العلم إلّا ما اختص الله بعلمه.
__________________
ـ الروضة الخضراء فمن عرفهم كنه معرفتهم كان معنا في السنام الأعلى قال قلت عرفني ذلك يا سيدي؟ قال : يا مفضل تعلم انهم علموا ما خلق الله عز وجل وذراه وبراه وانهم حكمة التقوى وخزناء السماوات والأرضين والجبال والرمال والبحار وعرفوكم في السماء نجم وملك ووزن الجبال وكيل ماء البحار وأنهارها وعيونها وما تسقط من ورقة إلّا علموها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين وهو في علمهم وقد علموا ذلك فقلت : يا سيدي قد علمت ذلك وأقررت به وآمنت قال : نعم يا مفضل نعم يا مكرم نعم يا طيب نعم يا محبوب طبت وطابت لك الجنة ولكل مؤمن بها وح ٩ عنه رواه عن أبي ذر في كتاب مصباح الأنوار قال كنت سائرا في أغراض امير المؤمنين (عليه السلام) إذ مررنا بواد النمل ونمله كالسيل سار فذهلت مما رأيت فقلت : الله اكبر جل محصيه فقال امير المؤمنين (عليه السلام) ولا تقل ذلك يا أبا ذر ولكن قل جل باريه فوالذي صوّرك اني احصي عددهم واعلم الذكر من الأنثى بإذن الله و ١٠ عن عمار بن ياسر قال كنت مع امير المؤمنين (عليه السلام) في بعض غزواته فمررنا بواد مملوء نملا فقلت يا امير المؤمنين (عليه السلام) ترى يكون احد من خلق الله يعلم كم عدد هذا النمل قال نعم يا عمار انا اعرف رجلا يعلم كم عدده وكم فيه ذكر وكم فيه أنثى فقلت من ذلك يا مولاي الرجل فقال يا عمار ، قرأت سورة يس (وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ) فقلت : بلى يا مولاي قال انا ذلك الامام المبين.