وهما أصحاب لوط وأصحاب الايكة بما انتقم الله منهم ، فعلّه صيغة أخرى عن اللوح المحفوظ وأم الكتاب ، والكتاب المبين ، تعبيرات أربعة عن علمه التفصيلي بكل شيء ، فهم وما قدموا وآثارهم ، وكل شيء سواهم ، وكل فعل بجزائه ، كل ذلك سابق في علم الله حتى وإحياء الموتى وكتابة ما قدموا وآثارهم ، ولكنه ليس تقدير التسيير ، وإنما تقدير العلم الكاشف عما سيكون كما يكون ، بتسيير أو تخيير ، فليس إحصاء الأعمال التكليفية في كتاب مبين بالذي يقدرها تسييرا ، وإنما هو كشف عنها كما يحصل تخييرا.
ولأن ذلك الإحصاء لكل شيء لا يعزب عنه شيء فقد ينحصر بالله الذي يعلم كل شيء ويقدره ، منحسرا عمن سوى الله وان كان الرسول الأقدس (صلى الله عليه وآله وسلم) وذويه ، فليس عندهم الإحصاء المطلق كما عند الله ، إلّا مطلق الإحصاء مما علمهم الله ، فهم ـ إذا ـ المصداق الثاني للإمام المبين (١) واللوح المحفوظ وأم الكتاب
__________________
(١) نور الثقلين ٤ : ٢٧٩ ح ٢٧ في كتاب معاني الاخبار باسناده الى أبي الجارود عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عن أبيه عن جده (عليه السلام) قال : لما نزلت هذه الآية على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) (وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ) قام ابو بكر وعمر من مجلسهما وقالا : يا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) هو التوراة؟ قال : لا قالا فهو الإنجيل؟ قال : لا قالا فهو القرآن قال : لا قال ، فأقبل امير المؤمنين (عليه السلام) فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) هو هذا انه الامام الذي احصى الله فيه تبارك وتعالى علم كل شيء.
أقول : انه تفسير بمصداق ثان ناطق في الخلق واوله رسول الله ثم أوله الصامت كتاب الله وكل الثلاث من المصاديق التالية لعلم الله.
وفي تفسير البرهان ٤ : ٧ ح ٨ الشيخ في مصابيح الأنوار باسناده عن رجاله مرفوعا الى المفضل بن عمر قال : دخلت على الصادق (عليه السلام) ذات يوم فقال لي يا مفضل عرفت محمدا وعليا وفاطمة والحسن والحسين (صلى الله عليه وآله وسلم) كنه معرفتهم؟ قلت يا سيدي ما كنه معرفتهم؟ قال يا مفضل عرفت تعلم انهم في طير الخلائق بجنب ـ