سليمان من هدف يرميه ، وأي مكان يعنيه ، اللهم إلّا أن يشارك عاصفة لمولاه سيد الشهداء الإمام الحسين (عليه السلام) فيدور بساطه كما دار (١).
وهذه الريح هي من أسباب السماوات والأرض ، التي لا تسخّر بالعلم ، إلّا بما يسخر الله لمن يشاء ويرضى ، وسوف تسخر هي مع سائر الأسباب ـ إلّا التي تخص ربنا ـ تسخّر لصاحب الأمر عجل الله تعالى فرجه وسهل مخرجه.
(وَالشَّياطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ (٣٧) وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفادِ)(٣٨).
«و» سخرنا له «الشياطين» يعملون له ما يشاء (كُلَّ بَنَّاءٍ) منهم في البرو «كل» «غواص» في البحر سيطرة شاملة على البر والبحر! : (وَمِنَ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنا نُذِقْهُ مِنْ عَذابِ السَّعِيرِ) (٣٨ : ١٢) وقرنهم في الأصفاد هو من ذوق عذاب السعير. (هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ)(٣٩).
(هذا عَطاؤُنا) ملكا لك يا سليمان (بِغَيْرِ حِسابٍ) : لأحد له عطاء ، ولا حساب عليه أجرا «فامنن» صرفا وعطاء لمن تشاء وكما تشاء (بِغَيْرِ حِسابٍ) ـ (أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ).
__________________
(١) تفسير البرهان ٤ : ٥٠ وروى ان سليمان (عليه السلام) كان يجلس على بساطه ويسير في الهواء فمر ذات يوم وهو سائر في ارض كربلاء فأدارت الريح بساطه ثلاث دورات حتى خافوا السقوط مكنت الريح ونزل البساط الى ارض كربلاء فقال سليمان للريح لم سكنت؟ فقالت : ان هنا يقتل الحسين (عليه السلام) فقال : ومن يكون الحسين؟ فقالت : هو سبط محمد المختار وعلى الكرار فقال : ومن قاتله؟ فقالت : يقتله لعين اهل السماوات والأرض يزيد لعنه الله فرفع سليمان يديه ولعنه ودعى عليه وامن على دعائه الانس والجن فهبت وسارت.