متناقضات في العهد القديم (١) ، فقد طغت إسرائيليات في رواياتنا هنا
__________________
(١) ففي حين يصفه حزقيال ١٤ : ١٤ و ٢٠ بكمال العبودية والايمان وانه تحمل ألوان الرزايا صابرا محتسبا ـ و : ليس كمثله احد في كمال الاستقامة والتقوى (أيوب ١ : ٨ و ٢ : ٣ و ٣٨ : ١ و ٤٠ : ١ و ٦ : ٤٢ : ٧).
نجده يصفه بما يناقضه : (قد كرهت نفسي حياتي ، اسيب شكواي ، أتكلم في مرارة نفسي قائلا لله : لا تستذلي ، فهمني لماذا تخاصمني؟ أحسن عندك أن تظلم ، ان ترذل عمل يديك وتشرف على مشورة الأشرار ، ألك عينا بشر ام كنظر الإنسان تنظر ... حتى تبحث عن إثمي وتفتش على خطيئتي ، في علمك إني لست مذنبا ولا منقذ من يدك ... ان ارتفع تصطادني كأسد ثم تعود وتتجبر على ، تجدد شهودك تجاهي وتزيد غضبك علي ، نوب وجيش ضدي فلما ذا اخرجتني من الرحم ... (أيوب ١٠ : ١ ـ ٨).
أشكو بمرارة نفسي ... قد ذبت لا الى الأبد أحيا ... ما هو الإنسان حتى تعتبره وتضع عليه قلبك وتتعهده كل صباح وكل لحظة تمتحنه ، حتى متى لا تلتفت عني ولا ترخيني ريثما ابلع ريقي ... لماذا جعلتني عاثورا لنفسك حتى أكون على نفسي حملا ... (أيوب ٧ : ١١ ـ ٢١).
فاعلموا ان الله قد عوجني ولف عليّ احبولته ، ها اني اصرخ ظلما فلا استجاب ، ادعوا وليس حكم ، وقد حوط طريقي فلا اعبر ، وعلى سبيلي جعل ظلاما ، أزال عني كرامتي ونزع تاج رأسي ، هدّمني من كل جهة فذهبت ، وقلع مثل شجرة رجائي ، واضرم على غضبه وحبسني كاعداء معا جاءت عزاته واعدوا على طريقهم وحلوا حول خيمتي ، قد ابعد عني اخوتي ، ومعارفي زاغوا عني ، اقاربي قد خذلوني ، والذين عرفوني نسوني ، نزلاء بيتي وامنائي يحسبونني أجنبيا ، صرت في أعينهم غريبا ... نكهتي مكروهة عند امرأتي ، وقممت عند أبناء احشائي ، الأولاد ايضا رذلوني ، إذا قمت يتكلمون عليّ كرهني كل رجالي والذين أحبهم انقلبوا عليّ عظمي قد لصق بجسمي ولحمي ونجوت بجلد اسناني ، ترأفوا ترأفوا أنتم عليّ يا اصحابي ، لأن يد الله قد مستني ، لماذا تطاردوني كما الله ، ولا تشبعون من لحمي ، ليت كلماتي الآن تكتب ، يا ليتها رسمت في سفر ونقرت الى الأبد في الصخر بقلم حديد وبرصاص ...» (١٩ : ٦ ـ ٢٤). ـ