(وَاذْكُرْ عِبادَنا إِبْراهِيمَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصارِ (٤٥) إِنَّا أَخْلَصْناهُمْ بِخالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ (٤٦) وَإِنَّهُمْ عِنْدَنا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيارِ (٤٧) وَاذْكُرْ إِسْماعِيلَ وَالْيَسَعَ وَذَا الْكِفْلِ وَكُلٌّ مِنَ الْأَخْيارِ)(٤٨)
اذكر ابراهيم في مختلف بلواه وصبره الحكيم ، وإسحاق في محنته ، ويعقوب في يوسفه (أُولِي الْأَيْدِي) : الطاقات الروحية في مختلف شئون الاصطبار والعبودية ، و «أولي الأبصار» وبصائر القلوب ، حيث كانوا يبصرون نفاذا إلى الأعماق ، وقد تعني «الأيدي» الأعمال الصالحة «والأبصار» النظر الصائب الثاقب والفكر السديد.
(إِنَّا أَخْلَصْناهُمْ) فهم ـ إذا ـ من المخلصين الذين ليس للشيطان إليهم سبيل ، كما درسناه هنا في أيوب ، أترى «أخلصناهم» دون مقابل وظرف صالح؟ كلّا ، وإنما «بخالصة» حيث هم أخلصوا أنفسهم فليس «أخلصناهم» إلّا «بخالصة» وإنما خالصتهم هي ذكرى الدار ، ذكرى خالصة دون شائبة : ذكرى الله في الدار الدنيا ، وذكراها أنها دار مجاز وممر ، وذكرى