ولأن النص لا يشير إلى إحياء ميت من أهله ، ولا أنهم أو بعضهم ماتوا في هذه الفتنة ، وأن «وهبنا» بعيدة عن إحياء ، فقد تعني الهبة إرجاع أهله إليه كما كانوا قبل الابتلاء ، ثم أولد له مثلهم معهم.
ثم وفي أخذ الضغث ـ أن يضرب به ولا يحنث ـ دليل أنه كان ما حلف به مسموحا له غير ممنوع ، تأديبا لزوجه في محنته ، إلّا أنها لما رجعت عما صدر منها خفف الله عنها ، وليس ذلك حيلة شرعية فان الله ليس ليحتال لنفسه وهو طرف الحلف ، وإنما احتراما للحلف والحالف والمحلوف له كضابطة ثابتة في كافة الالتزامات ، أن يحافظ عليها ، مهما يخفف عن وطئتها حينما يخف سببها.
وفي ذلك لمحة إلى مدى التخفيف عن مجازاة المجرمين ، حين يخف الإجرام ، أم في العقوبة زيادة على الاستحقاق كما في الزانيين الذين لا يتحملان الحد المقرر لهرم أو ومرض(١).
__________________
(١) الدر المنثور ٥ : ٣١٧ ـ اخرج احمد وعبد بن حميد وابن جرير والطبراني وابن عساكر عن سعد بن عبادة قال : كان في أبياتنا انسان ضعيف مجدع فلم يرع اهل الدار الا وهو على امة من اهل الدار يعبث بها وكان مسلما فرفع سعد شأنه الى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال : اضربوه حده فقالوا يا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه أضعف من ذلك ان ضربناه مائة قتلناه! قال : فخذوا له عثكالا فيه مائة شمراخ فاضربوه واحدة ففعلوا!
أقول : ان صح النقل فلا بد من اثبات شرعي للزنا حتى يحكم الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) بما حكم وهنا روايات اخرى بألفاظ اخرى يجمعها التخفيف عن الضعيف.