(وَوَهَبْنا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنَّا وَذِكْرى لِأُولِي الْأَلْبابِ (٤٣) وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثاً فَاضْرِبْ بِهِ وَلا تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْناهُ صابِراً نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ)(٤٤).
«أهله» تشمله زوجه ، وبأحرى من سائر أهله ، وقد كانت معه طيلة مصابه ، فكيف (وَهَبْنا لَهُ أَهْلَهُ) ثم ماذا تعني (وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ)؟
هذه الوهبة الربانية تشير إلى انفصالة بينه وبين أهله ضمن مصابه الواصل إلى قمته ، فرجعها الله إليه قبل دعاءه ـ كما رجع سائر أهله ، ثم أتم وهبتها إليه بعد استجابته ، حيث لم يرفضها ، وعالج موقفه من يمينه أن يضربها ولا يحنث.
ثم الميّتون من أهله خلال المحنة أحياهم الله وهم تتمة من أهله ، وعلّ مثلهم معهم عديد كأمثالهم ماتوا من ذي قبل فأحياهم معهم (١)(رَحْمَةً مِنَّا) زائدة على زحمة حصلت (وَذِكْرى لِأُولِي الْأَلْبابِ) أن الله لا ينسى الصابرين يوم الدنيا كما لا ينساهم يوم الدين.
وقد تعني (مِثْلَهُمْ مَعَهُمْ) أنه أولد له مثلهم من ولده ، وزوجة مثل زوجته ، اللهم إلّا هيه لو أنها ترفض الثانية فإنها على كونها رحمة له ولكنها ـ حسب العادة ـ لها زحمة ومشقة! ولكن «معهم» تلميحة لمعية الأهلية فليكونوا آهلين لعشرتهم ، ساهلين في عشيرتهم.
__________________
(١) تفسير البرهان ٤ : ٥٢ محمد بن يعقوب باسناده عن يحيى بن عمران عن هارون بن خارجه عن أبي بصير عن أبي عبد الله (عليه السلام) في الآية قلت : أحيا له ولده كيف اعطى مثلهم معهم؟ قال : أحيا له من ولده الذين ماتوا قبل ذلك بآجالهم مثل الذين هلكوا يومئذ.