وترى «منهم» تعني من المجموعة ، فالمخلصون ـ فقط ـ هم لا يدخلون الجحيم؟ وهذا خلاف الضرورة والنص أن الجنة هي للمتقين ، سواء السابقين وأصحاب اليمين ، وكل من رجحت حسناته على سيئآته أمّن هو ، أم تعني التابعين ، العائشين بحساب الشيطان الرجيم ، ف «من تبعك» لا تعم من تبعه في صغائر ، أم وفي كبائر مكفرة بتوبة ام شفاعة!
أم «لأملأن» لا يدل على حتمية العذاب ف (إِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وارِدُها كانَ عَلى رَبِّكَ حَتْماً مَقْضِيًّا ، ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيها جِثِيًّا).
ولكن الداخلين هنا هم كافة المكلفين من أهل التقوى والطغوى ، ثم ينجوا أهل التقوى ، والنص هنا (مِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ).
ثم وملأ الجحيم ممن تبعه منهم يعم الداخلين الخالدين ، مؤبدين وغيرهم ، كما يعم غير الخالدين ، وهؤلاء الثلاث هم تابعوه ، الذين يعيشون على حسابه ، دون المتقين على درجاتهم (ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا ...).
(قُلْ ما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَما أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ) فلا أتصنّع وأتحلّى بما ليس لي ، ولا اماري حتى في عدم سؤال الأجر ، فمن الدعاة من لا يسأل أجرا على تكلف وتصنّع ، أو يدعي فوق مكانته على تكلف ، ولكن (وَما أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ) كما هو لائح من كل أقوالي وأعمالي ، لا نعرف تكلفا ولا يعرفنا تكلف طول الحياة رسالية وقبلها.
(إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ. وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ).
إن القرآن ، وإن نبي القرآن إلّا ذكر للعالمين ، ولتعلمن نبأ ذلك الذكر بعد حين ، إذ تتذكرون هنا بذكراه ، أم تعرضون فذكراه حين الموت ، ثم ذكرى بأكملها حين الحساب ، أحيان ثلاثة ، ينفع أولاها ، ثم ولات حين مناص ، إذ فات يوم خلاص.