(إِنَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ)(٢).
(إنا أنزلنا) تأكيد مثلث في (إن) وتكرير (نا) لجمعية الصفات في مثلث الحق : (أنزلنا بالحق) (إليك بالحق) (الكتاب بالحق) حق أنزل إلى حق إنزالا بحق ، نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء ، ومن لم يجعل الله له من نور فما له من نور!
فالحق سمة الكتاب في أصله ونزوله ومنزله ، أترى كيف بالإمكان تسرّب الباطل في ذلك الحق؟! إذا (فَاعْبُدِ اللهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ)
و (الدين) يوم الدنيا هو الطاعة ، وهو يوم الأخرى جزاء الطاعة ، وهو بروز حقيقة الطاعة ولا جزاء لها إلّا هي ، (فَاعْبُدِ اللهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ) : الطاعة ، في عبادة السر والعلانية ، في النية والعقيدة المطوية ، وفي أعمال الجارحة الظاهرة جهارا وخفية ، دون شرك ولا رئاء الناس أمّن ذا حتى نفسك ، متخليا عمن سوى الله ، متحليا بالله.
فإخلاص الطاعة لغير لله إلحاد في الله ، ومشاكسة الطاعة لله ولغير الله إشراك بالله ، وإخلاص الطاعة لله توحيد في طاعة الله (فَاعْبُدِ اللهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ) أنت يا حامل الرسالة السامية ، لتكون نبراسا تنير الدرب على الدينين كيف يدينون الله في طاعته وعبادته! ولتقوم الحياة فرادى وجماعات على هذا الأساس ، مراسا في إخلاص وإخلاصا في ذلك المراس ، وليكون متراسا وجاه كل إشراك بالله في أي حقل من الحقول.
ليس الدين الخالص كلمة تقال ، فكثيرون يتكلمون بالإخلاص ولا يدينون ، إنما هو منهاج حياة في كافة الجنبات يبدأ من تصور فتصديق فاعتقاد ، وينتهي إلى نظام عملي في حياة الفرد والجماعات.
(ألا) : فانتبهوا ـ إعلانا عاليا مدوّيا في إذاعة قرآنية ، وتعبيرا جليا