يروى عن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) تفسيرا ل (عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ) «القرآن كلام الله غير مخلوق» (١) وهو حجة تحكم ولا يحكم عليه وكما يروى عن علي (عليه السلام) «ما حكمت مخلوقا ما حكمت إلا بالقرآن» (٢) (عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ) ولا يطغون ، ومن أمثال القرآن :
(ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً رَجُلاً فِيهِ شُرَكاءُ مُتَشاكِسُونَ وَرَجُلاً سَلَماً لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيانِ مَثَلاً الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ)(٢٩).
الشكوس هو العسر وسوء الخلق ، فالمتشاكسون هم المتعاسرون المتشاجرون لشكاسة خلقهم ، فمن الشركاء من هم العدول المتنافسون وليست إلّا في حق ، ومنهم من هم شركاء متشاكسون وليست إلّا في غير حق ، ويضرب الله هذا المثل الأمثل لرجل الشرك ورجل التوحيد ، فالمشرك هو كعبد يملكه شركاء متشاكسون ، موزّعا بينهم فيه يتخاصمون ، حائرا لا يستقر على منهج ، ومائرا لا يقر على مدخل واحد ومخرج ، لا يملك إرضاءهم أجمع فهم عليه ساخطون.
وهكذا يكون دور المشرك في اتجاهاته ولا سيما بين الطواغيت ، يعيش عيشة متناقضة متباغضة ، لا يدري من أيّ إلى أيّ.
ويتلوه الذي يعبد نفسه ويعبد ربه إلهين اثنين ، مهما كان موحّدا في التأليه ، فإنه مشرك بالفعل في أعماله واتجاهاته لا يهدف هدفا واحدا
__________________
(١) الدر المنثور ٥ : ٣٢٦ ـ اخرج الديلمي في سند الفردوس عن انس عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في الآية قال : ... أقول : و «غير مخلوق» علّه من الاختلاق ام الخلق العتيق ، ألّا يخلق على مر الدهور!
(٢) المصدر اخرج ابن أبي حاتم في السنة والبيهقي في الأسماء والصفات عن الفرج بن زيد الكلاعي قال قالوا لعلي (عليه السلام) حكمت كافرا ومنافقا فقال : ...