شددتها تشددت وان لم تجعلها شيئا لم يكن شيئا» (١) إذ ف (طائِرُكُمْ مَعَكُمْ) و «كفارة الطيرة التوكل» (٢).
كل ذلك إذ لا أصالة للطيرة ، إلّا أن تشدد تخيّلها فتشدد عليك ، أم تتكل على الله فلا تجعلها شيئا.
ثم وذلك التعزيز بثالث لم يفدهم إلّا إتمام الحجاج ، ومن ثم منهم تمام اللجاج ، فقدتمّ دور الرسالة ببلاغها المبين ، ثم يأتي دور من اتبع الذكر وخشي الرحمن بالغيب ، دون اختصاص بإيمانهم الشخصي بل ومناصرة الرسل المكذبين ، ولم يكن في البلدة كلها إلّا رجل من أقصاها :
(وَجاءَ مِنْ أَقْصَا الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعى قالَ يا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ)(٢٠).
ورجل من أقصى المدينة هو رجل الضاحية ، متحررا عن أغلال المدينة بأوساطها ، متحللا عن أوزارها وأوضارها ، خالصا في إيمانه ، ساعيا في إتيانه ، وكما (جاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعى قالَ يا مُوسى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ) (٢٨ : ٢٠).
وهكذا تكون الرجولة البطولة للصالحين الصامدين من المؤمنين أنهم يعيشون نصرة الرسالات والمرسلين ، بكل ما لديهم من طاقات وإمكانيات ، دونما نظرة لجموع محتشدة ينضمون إليهم ، فالقيام لله مثنى وفرادى : (قُلْ إِنَّما أَعِظُكُمْ بِواحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنى وَفُرادى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا
__________________
(١) نور الثقلين ٤ : ٣٨٢ ج ٣٣ في روضة الكافي عن أبي عبد الله (عليه السلام) : ...
(٢) المصدر عنه (عليه السلام) قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) :