وأضرابها : (الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ طَيِّبِينَ) (١٦ : ٣٢) (الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظالِمِي أَنْفُسِهِمْ) (١٦ : ٢٨) (فَكَيْفَ إِذا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبارَهُمْ)(٤٧ : ٢٧).
هل إن هنالك تهافتا ثلاثيا؟ كلّا! فالمتوفي الأصيل للأنفس كلها طيبة وظالمة هو الله ، والموكّل لذلك كعامل بأمر الله هو ملك الموت حيث يدير شؤون الأموات ، ثم الموكّلون تحت إمرته بأمر الله هم رسل من الله! فلا محيي ولا مميت إلّا الله ، دون واسطة ، ام بوساطة هو في غنى عنها ، ولكن المتوفى لا يأهل أن يتوفاه الله دون وسيط.
فقد يتوفى الله دون وسيط من هو أرقى من ملك الموت وأعلى محتدا كالرسول الأقدس (صلى الله عليه وآله وسلم) ومن حذى حذوه ، وليس حضور ملك الموت بمحضره حين التوفي إلّا تشريفا والمتوفي هو الله : (وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنا مَرْجِعُهُمْ) (١٠ : ٤٦).
«أما ملك الموت فإن الله يوكله بخاصته ممن يشاء من خلقه ويوكل رسله من يشاء من خاصته ممن يشاء من خلقه يدبر الأمر كيف يشاء وليس كل العلم يستطيع صاحب العلم أن يفسره لكل الناس لأن فيهم القوي والضعيف ولأن منه ما يطاق حمله ومنه ما لا يطاق حمله إلا أن يسهل الله له حمله وأعانه عليه من خاصة أوليائه وإنما يكفيك أن تعلم ان الله المحيي والمميت وأنه يتوفى الأنفس على يدي من يشاء من خلقه من ملائكته وغيرهم»(١).
__________________
(١) نور الثقلين ٤ : ٤٨٩ ح ٦٥ في كتاب التوحيد حديث طويل عن علي (عليه السلام) يقول فيه وقد سأله رجل عما اشتبه عليه من الآيات واما قوله : ـ ثم ذكر الآيات المذكورة في المتن ـ فان الله تبارك وتعالى يدبّر الأمر كيف يشاء ويوكل من خلقه من يشاء بما يشاء ، واما ملك الموت ...