أم إن مستقرها هو الفلك الذي تجري عليه ، والجادة الفضائية التي تسري فيها ، فهو مستقر الجري ، قرار جري بنظام دون قرار ، وكما الأرض على حدّ تعبير الأمير عليه السّلام «وأنشأ الأرض فأمسكها من غير اشتغال وأرساها على غير قرار ...»؟ وليس ذلك لها أجلا مسمّى و (كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى)!
«لمستقر» كجنس تناسب لها مستقرات عدة ، تعنيها المصدر الاستقرار ، واسم زمانه ، ومكانه ، وهي بين ما يترائى لها ، من مستقرات غروباتها عن كل أفق حيث تسلخ عندها الأنهار ، وهذا مستقر لها فيما نرى كما (وَجَدَها تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ) ولا واقع لغروبها فيها ولا لأي مغرب إلّا وجدان الرؤية وهي شارقة منذ خلقها إلى تكويرها وتكديرها ، فغروبات الآفاق الأرضية ليست إلّا لدوران الأرض حولها ، وهذه من مستقراتها الزمانية والمكانية المتكررة في حياتها ، وكما أن غاية ارتفاعها صيفا وغاية انخفاضها شتاء هما من مستقراتها السنوية.
ومن ثم لها مستقر فيهما نهائيا في قيامتها وهي أجلها المسمى ، وهو تكديرها النهائي عند تكويرها حين لا تبقى شمس تجري أو تسكن حيث تستقر عن كونها وكيانها فضلا عن جريها ، كما مستقرها البدائي هو تقدير العزيز العليم وبينهما متوسطات : بين المبدء والمعاد.
ولا جامع بين هذه المستقرات في بعديها أدبيا إلّا «ل» دون «إلى» مع العلم أن الأهم هنا مستقرها المبدء ومستقرها المعاد المسمى في أجلها كما في آيات عدة.
ف (الشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَها) تعم مصدر المستقر لاستقرارها طول جريها بتقدير الله وكعاية لها في جريها بقصده ، واسم زمانه ومكانه في دنياها وأخراها ، مهما كانت الأصالة المعنية مبدءها وأجلها المسمّى ، و (ذلِكَ تَقْدِيرُ