(وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَها ذلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ)(٣٨).
و (آيَةٌ لَهُمُ) ثالثة «الشمس» حال أنها «تجري» طول حياتها وبجريها الدائب تسلخ النهار عن الليل ، ولو لا حراكها لكان النهار سرمدا في أفقها ، والليل سرمدا في آخر ، ولكنها تجري ، وبجريها تسلخ النهار عن الليل.
وهل إن جريها هو حركتها الدورية حول الأرض كما يترائى؟ وقد أثبتت النظرية العلمية أن الأرض هي التي تجري حول الشمس كما تجري حول نفسها!
أم إن جريها أعم من هذه الحركة وهي على أقل تقدير غير ثابتة ، ومن حركات أخرى كشف العلم النقاب عن وجه البعض منها وبقيت الأخرى؟ والمترائى من جريها من مشارقها الى مغاربها ليس إلّا صورة ظاهرة عن جري الأرض حولها! فكما أن راكب الطائرة يخيّل إليه أن الجاري هو الفضاء بما فيه حولها ، كذلك سفينتنا الفضائية «الأرض» الجارية في يمّ الفضاء وخضمّ الأثير تترائى لركابها كان الشمس والقمر هما الجاريان حولها و (كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى) (٣١ : ٢٩) وليست الأرض أجلا لهما ولا مسمى ، فلا يعني جريها حول أرضها.
فللشمس جريانات واقعية وأخرى خيالية علّ منها أو أنها ما نراه من حركة الشمس حول الأرض ، ومن الأولى حركتها حول نفسها دورية ، وحركتها مع سياراتها نحو النسر انتقالية أماذا؟
وترى ما هو (لِمُسْتَقَرٍّ لَها)؟ هل هو ـ فقط ـ الأجل المسمّى : (وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى.)» (٣١ : ٢٩)؟ وقضيته «إلى مستقر لها» الصريحة الخاصة لمنتهى الغاية الأخيرة من جريها!.