عَلَيْهِ الْقَوْلُ ...) (١١ : ٤٠) شحنة مطلقة تجمع من دوابّ الأرض ما تبقي نسلها ، ثم لا نجد مشحونا آخر في (٣٢) فلكا في سائر القرآن إلّا نسبيا في يونس (إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ) (٣٧ : ١٤٠).
إذا فليس الفلك المشحون الحامل ذريتهم إلّا فلك نوح (١) إذ لا يحملهم يونس ، فلا نحتمل أنه فلك زمنه يحمل ـ فقط ـ ذريتهم ، كما وتؤيده أخيرا (وَخَلَقْنا لَهُمْ مِنْ مِثْلِهِ ما يَرْكَبُونَ) وإذا لم يكن فلكا بخصوصه وعم كل فلك فما مثله إلّا نفسه؟
أم إن «ذريتهم» هنا هم جدودهم الأعلون الناجون في سفينة نوح (عليه السلام) بتأويل أنهم ذرّوهم كما أنهم ذروا منهم؟ وليست الجدود ذرية لا في اللغة ولا في القرآن كلما أتت بمختلف صيغها في ال (٣٢) موضعا وقد قوبلت بالآباء الشاملة للجدود : (وَمِنْ آبائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ ...) (٦ : ٨٧) (مِنْ آبائِهِمْ وَأَزْواجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ) (١٣ : ٢٣) و (٤٠ : ٨).
فليست ذريتهم جدودهم بل هم من (ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كانَ عَبْداً شَكُوراً) (١٧ : ٣).
وحتى إذا أتت الذرية بمعنى الجدود في لغة شاذة وما أتت ، لا ينبغي حمل لغة في القرآن على الشاذ ، الشارد عن مستعملات القرآن واللغة الرائجة الفصحى!
__________________
(١) نور الثقلين ٤ : ٣٨٧ ج ٥٦ في كتاب الخصال عن امير المؤمنين (عليه السلام) حديث طويل وفيه قال : فما التسعون؟
قال : الفلك المشحون اتخذ نوح (عليه السلام) فيه تسعين بيتا للبهائم ، وفي الدر المنثور ٥ : ٣٦٤ هي سفينة نوح ـ أخرجه جماعة عن أبي مالك وأبي صالح وابن عباس