وتسمية له (صلى الله عليه وآله وسلم) بحرف من صفة الرسالة ، السابقة عليها ، المعبّدة الطريق إليها ، ك «السامع الوحي» (١) (وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ) واقع موقع البرهان على سماع الوحي النبوءة وبث الوحي الرسالة ، وإن كانت في صيغة الحلف.
فكما ان «ن» اسم من أسمائه وعلها اختصار عن نبوته ، كذلك «س» عن سماعه الوحي (٢) وقد تفترقان ان الاولى مقسم بها والثانية منادى ، مهما تشتركان في اشارة النبوءة وسماع الوحي! فهو بكيانه ككل ، بقلبه وسمعه سماع واستذاعة للوحي ومن ثم إذاعة له ، وهما في أفضل مراتبهما وأكملهما.
(وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ) ٢ هي في صورة الحلف وسيرة البرهان ، وكما هي السنة الدائبة في أحلاف القرآن ، فالقرآن بحكمته البارعة أدبيا بأعلى قمم الفصاحة والبلاغة ، ومعنويا بأرقى درجات اللباقة ، يكفي شاهد صدق على رسالة من جاء به : (أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ يُتْلى عَلَيْهِمْ).
__________________
(١) البرهان ٤ : ٣ ـ ابن بابويه بسند متصل عن سفيان بن سعيد الثوري عن الصادق (عليه السلام) قال له يا ابن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ما معنى قول الله عز وجل : يس؟ قال : اسم من اسماء النبي ومعناه ايها السامع الوحي ، أقول واحتمال انه «يا إنسان» عن ابن عباس ، ام «يا رجل» عن الحسن وأبي العالية ، ام «يا محمد» عن سعيد بن جبير ومحمد بن ضغنة أم «يا سيد» لا دليل عليه ولا سيما الذي ليس فيه «سين» حتى تكون إشارة إليه.
(٢) نور الثقلين ٤ : ٣٧٤ ج ١٠ في كتاب الخصال عن أبي جعفر (عليه السلام) قال : ان لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عشرة اسماء خمسة في القرآن وخمسة ليست في القرآن فاما التي في القرآن فمحمد واحمد وعبد الله ويس ، أقول ومنها في القرآن «طه» كأنها ساقطة من قلم الناسخ.