إن الإنسان يتدرج فى اختباره وهو يبحث ويجتهد حتى يصل من علم اليقين حتى حق اليقين وفى النهاية عين اليقين ، وعندها يعبد الله كأنه يراه فإن لم يكن يراه فإن الله يراه ... ، وهى درجة الإحسان التى يريدها الله من العبد ... ، هذا العبد يصل إلى درجة عالية من الخلق الحسن ، والنظام ، والنظافة ... ، ويكون سلاما مع كل شىء ... ، لقد قضى الله تعالى ما أراد ... ، وقدر ما شاء ... ، وما يكون ... ، فعليك بالرضا فى أمره وقضائه ، وطهر نفسك من سيطرة الشهوات لترى النور ... ، ولا تكن أسيرا لظلمتها ... ، وأعلم أن الهدى والضلال وتقسيم الأرزاق وشدة النار وجمال الجنة ... ، كلها أمور غيب لا يعلمها إلا الله فهو أعلم بالقلوب وما تستحق ... ، وعليك بالتسليم ولا تتعجب من شىء ، طالما أن المشرع هو العليم الخبير ، وله حكمة فى كل شىء ، ويبدو ذلك فى نفسك ، وفى الكون حولك وفى اعجازات الرسالة ... ، واعلم أن من غضب الله على العبد أن يرزقه من الحرام ، وإذا وجدت العبد يقول أنا مضطر لذلك ، فتذكر ما قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم" اعملوا ، فكل ميسر" (١) أى لما خلق له ... ، وعليك بالزهد ، والرضا بقسمة الله وتنفيذ أمره ... ، وعليك بيقين الرسل والأنبياء ، ما دمت قد آمنت بما جاءوا به ، والأدلة من حولك للناظرين المتأملين ... ، واجعل شعارك اليقين ، والتصديق ... ، واحمد الله أن ربك الله وأنه وعدنا بالخير ، وأن فضله يؤتيه من يشاء ... ، فالحمد لله على فضله كما ينبغى لجلال وجهه وعظيم سلطانه ... ، أكثر من الصمت إلا فى ذكر الله ... ، وأعلم أن الله معك أينما كنت ... ، ولا تهن نفسك أو تحزن إن كنت من المؤمنين ... ، وأعلم أن تبسمك فى وجه أخيك صدقة ... ، وأن كون الله كله فى طواف وتسبيح ... ، من الذرة إلى المجرة ... ، وإلى كل الكائنات ... ، فالحمد لله أن الله يرينا آياته ... ، والحمد لله أن الله ربنا ... ، والحمد لله أن القرآن الكريم دستورنا ... ، وأن محمدا صلىاللهعليهوسلم رسولنا وقدوتنا ... ، والحمد لله على نعمة الإسلام ... ، والحمد لله على ما رزقنا ... ، والحمد لله على نعمة الخلق والأمن والأمان ... ، فعلينا جميعا أن نحذر من الكبر
__________________
(١) جزء من حديث رواه مسلم ـ الأحاديث القدسية للإمام محى الدين النووى ص ١٨