حيث يضيع به العلم بل وتضيع معه الجنة ، قال صلىاللهعليهوسلم" لا يدخل الجنة إنسان فى قلبه مثقال حبة من خردل من كبر" (١) ... ، ومن تواضع زاد علما وحكمه ... ، وفى الحديث" ... فإذا تواضع قيل للملك : ارفع حكمته وإذا تكبر قيل للملك ضع حكمته" (٢) ... ، ويقول صلىاللهعليهوسلم" من تواضع لأخيه المسلم رفعه الله ومن ارتفع عليه وضعه الله" (٣) ... ، واعلم أن فعل الصالحات يجعلك تعيش حياة طيبة كما وعد الله تعالى ... ، ومن يعرض عن الذكر فإن له الضنك فى الدنيا بل ويحشر أعمى يوم القيامة ... ، إن الله سبحانه هو المحيط بكل شىء وكل إنسان لأن عقله محدود فإنه يعيش فى محيط أفكاره وآماله وهمومه فقط ... ، إن الكون ملئ بالآيات والعبر ، لنا عبرة فى الطيور حيث تكفل الله تعالى لها بالرزق ، ولها لغات وأسرار ، فالببغاء يردد ما يسمعه ... ، والحيتان تتخاطب وتتبادل الأفكار ... ، والنحل يخبر شغالاته بمواقع أفضل الزهور ... ، والنمل ينظم مملكته تنظيما دقيقا ... ، وغير ذلك الكثير ... ، ويكفى أن نتأمل قدرة الله فى صنع درقة السلحفاة لحمايتها من الأعداء ... ، ولا بد أن نعرف أن مع الإيمان هناك ابتلاء (أَ حَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ) (٤) ... ، واعلم أن الطائعين لا يحزنون فى الدنيا والآخرة ولا يرهق وجوههم الحزن أو الذلة ولهم الحسنى وزيادة ... ، وهى رؤية الله تبارك وتعالى ... ، ولكى تنال ذلك لا بدّ أن تتخلص من أسر الشهوات ، واعلم أن المحروم هو من غضب الله عليه ، وعليك بكتاب الله تعالى ، فلقد نال أبى بكر الصديق مكانته التى وصل إليها بتنفيذ أوامر الله ، وكذلك عمر بن الخطاب ، وعثمان رضى الله عنهما ... ، ووصل على بن أبى طالب رضى الله عنه إلى مكانته فى الحكمة والعلم والقضاء بالاستنباط من كتاب الله وسنة رسوله صلىاللهعليهوسلم ... ، واعلم أن الطاعة ... ، والأنس بالله ... ، والإنفاق على الفقراء ، ومعاملة الناس بالحسنى هو الطريق إلى رحمة الله فلا خوف ولا حزن يوم القيامة والمحروم من غضب الله عليه
__________________
(١) رواه أحمد فى الصحيح ـ الترغيب والترهيب ـ الجزء الثالث ص ٥٦٦.
(٢) رواه الطبرانى والبراء وإسنادهما حسن ـ الترغيب والترهيب ص ٥٦١.
(٣) رواه الطبرانى فى الأوسط ـ وتخريجه بالمرجع السابق.
(٤) سورة العنكبوت الآية ٢.