هناك السؤال والجواب والإيجاز والإطناب ... ، وهناك تكرار الكلمات للتقرير ... ، والأمثال ... ، والقصص ... ، وفى كل موضع زيادة فى شىء لتكتمل الصورة ... ، هناك التقديم والتأخير ... ، والناسخ والمنسوخ ... ، والمحكم والمتشابه ... ، وهناك جمع القرآن والحكمة من نزوله منجما ليناسب الأحداث التى نزل من أجلها ... ، وحتى يسهل تطبيق الآية التى نزلت ... ، فمعرفة أسباب نزول الآية علم له ضرورته فى التفسير ... ، كذلك دراسة الأحاديث وعلومها أيضا من الضرورات لفهم الدين ... ، فالذى يصلى ويأكل الحرام ... ، هناك من الحديث ما يبين أن اللقمة الحرام فى جوفك لا يقبل لك بها صلاة أربعين يوما ... ، كذلك المسلم أخو المسلم لا يخونه ، ولا يكذبه ، ولا يظلمه ، ولكن يحدث كل ذلك بسبب الجهل ... ، وحتى لا يغتر الإنسان بعلمه ، تبين السنة أن هناك ثلاثة أمور لا ينفع معها عمل ... ، الشرك ... ، والعقوق ... ، والفرار من الزحف ... ، فالكتاب والسنة مع الاجتهاد وطلب العلم يجعلك تعبد الله على بصيرة وتدعو من حولك إلى الله على بصيرة ... ، وكما أخبرنا الله تعالى فى الآية الكريمة (قُلْ هذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللهِ عَلى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي) (١) ....
إن الحكمة فى نزول القرآن مفرقا أن منه الناسخ والمنسوخ وهو دليل أنه قول الله لأن البشر مشهور أنه يوفق الشيء بما لا يجعل أحدا يعترض عليه ... ، ولكن الله يجعل أحداثا تخالف توقعات البشر فمثلا المحسن له الجنة والمسيء له النار ... ، ولكن نجد قوله تعالى (وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وارِدُها كانَ عَلى رَبِّكَ حَتْماً مَقْضِيًّا ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيها جِثِيًّا) (٢) ... ، ولقد نزل القرآن مفرقا لأن هناك جواب السائل ... ، أو إنكار لقول أو فعل ... ، ولتثبيت فؤاده صلىاللهعليهوسلم بتكرار نزول جبريل عليهالسلام ... ، لذلك فاحذر أيها المسلم أن تفعل السيئات حتى ينزل الله عليك الرحمة ... ، كذلك فى نزوله مفرقا أدعى لقبوله لكثرة ما فيه من الأوامر والنواهى ،
__________________
(١) سورة يوسف الآية ١٠٨
(٢) سورة مريم الآيات ٧١ ، ٧٢