والفرائض ... ، كذلك من الإعجاز نزوله على سبعة أحرف ليخاطب كل اللهجات ، ولإثبات أنها رسالة غير عادية ... ، كذلك وجود المحكم المفهوم معناه ... ، ولكن هناك المتشابه لابتلاء العباد بالوقوف عنده والتوقف فيه ، والتفويض والتسليم ، والتعبد بتلاوته ، وإقامة الحجة على المنكرين فرغم أنه نزل بلغتهم لكنهم عجزوا عن الوقوف على معناه ، مع بلاغتهم وسرعة بداهتهم ودل ذلك أنه ليس من قول البشر ولكنه تنزيل الحكيم الحميد ... ، وكذلك فيه فرصة للبحث وإعمال العقل ، وتفاوت درجات الخلق فى معرفة القرآن ، إذا لو كان كله محكما ، لم يظهر فضل الباحث والعالم على غيره ، وليظل القرآن دائما يجذب الخلق للبحث فيه واستخراج المزيد من كنوزه وعطاءاته الربانية ... ، وهناك التقديم والتأخير لحكمه كتقديم صفة العزيز على الحكيم ... ، لأن الله تعالى عز فحكم ... ، وتقديم صفة العليم على الحكيم لأن الإحكام والإتقان ناشئ عن العلم ... ، وقد يكون التقديم لتكون نهايات الآيات متناسقة ومتناسبة ، وقد يقدم لفظ فى موضع ويؤخر فى موضع آخر لقصد البدء به والختم به للاعتناء بشأنه ... ، أو التفنن فى الفصاحة ... ، أو إخراج الكلام على أساليب عديدة ... ، كذلك هناك التشابه فى المعنى مع اختلاف اللفظ ... ، ولقد تم جمع القرآن وفقا للعرضة الأخيرة للقرآن التى عرضها جبريل على النبى صلىاللهعليهوسلم فى العام الذى مات فيه وهى القراءة التى أقرأها صلىاللهعليهوسلم زيد بن ثابت وهو من كتاب الوحى ومن الحفاظ وقد كلف بالإشراف على الجمعة الأولى والتى كان يكتبها بعد مراجعة الحفظة ووجود شاهدين مع كل قارئ يشهدون له قبل أن يكتب وتم ذلك فى عهد أبى بكر الصديق ، وكذلك أشرف أيضا على الجمعة الثانية فى عهد عثمان بن عفان رضى الله عنه وكان معه ثلاثة من الحفاظ اللذين يقرءون بلغة قريش والتى أقرأها النبى صلىاللهعليهوسلم وهى القراءة التى يقرؤها الناس اليوم ... ، ولحفظ القرآن رتبت آياته ... ، وقسم إلى سور ... ، وآيات ... ، ورقمت كل آية بوحى الله تعالى لحفظه من التحريف أو الحذف ... ، أو الإضافة كما يحدث فى الكتب الأخرى ... ، التى وكل الله البشر بحفظها ... ، ولكن