جميعا لأننا تركناهم دون نصيحة يفسدون ... ، ولا بد أن نعلم أن عدم الاستقرار الفكرى والبدنى يأتى من عدم القناعة والرضا بما قسم الله ، فاللهم إنا نسألك رضاك والجنة ونسألك أن تجيرنا من النار والزمهرير ، ولا بد أن لا تغفل عن الدعاء لأنه يدفع البلاء ، وكذلك الصدقة ، فهى تطفئ غضب الرب وتطهر النفس من الشح وتدفع البلاء وتمنع الحسد ... ، والصدقة والبلاء يتصارعان إلى يوم القيامة والله تعالى يضاعف للمتصدق ويبارك له فهو سبحانه الرزاق ، يقول عزوجل عن الرزق (فَوَ رَبِّ السَّماءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ ما أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ) (١) فيجب علينا أن نتيقن بلا شك أن الله تعالى هو الخالق ، الرزاق ، المجيب ... ، حين ذهب رجل للنبى صلىاللهعليهوسلم يريد علاجا لابن أخيه حيث يشكو وجعا فى بطنه فقال صلىاللهعليهوسلم اسقه عسلا ، ولما تردد أكثر من مرة أدرك النبى صلىاللهعليهوسلم أنه يعطى ابن أخيه العسل وهو يشك أن فيه شفاء فقال صلىاللهعليهوسلم موقظا ضمير اليقين فيه ، كذبت وكذبت بطن ابن أخيك (٢) ... اسقه عسلا فذهب الرجل وأعطاه العسل وهو على يقين من الشفاء بإذن الله فشفى المريض ، فالتوكل على الله بيقين هو مفتاح كل خير وهناك مواقف من الواقع كثيرة عن فوائد إخراج الصدقة بيقين ... ، فهذا أخرج الصدقة عند مرض ابنه وكان قد أصيب بالحمى فشفى فى الحال ... ، وهذا أعطى مائة جنيه لجزار فى بلدته حيث لاحظ امرأة تجمع العظام التى عليها من آثار اللحم فرق لها وأمر الجزار أن يعطيها لحما بهذا المبلغ متى تريد ... ، وكان هذا الرجل مريض وستجرى له جراحة بأحد الصمامات بالقلب ... ، وحين ذهب لإجراء الفحوصات قبل إجراء العملية ، تعجب الطبيب ، وسأله أين أجريت هذه العملية قبل حضورك؟! وكان الذى أجراها هو الخالق سبحانه حيث قال صلىاللهعليهوسلم" داووا مرضاكم بالصدقة" ... ، وحكى رجل لإمام المسجد أنه قبل أن يخرج ليلا من بيته يقول لأهله" أستودعكم الله الذى لا تضيع ودائعه" ... ، وكان يأتى من عمله فى الصباح ، وذات يوم جاء لص إلى الإمام ليعترف بتوبته لأنه ذهب ليسرق بيت فلان بعد أن يخرج لعمله
__________________
(١) سورة الذاريات الآية ٢٣.
(٢) ذكر ذلك الحديث الدكتور أحمد شوقى إبراهيم ـ فى حديث له عن الإعجاز فى الطب النبوى.