وعدم الخشية إلا من الله ، والرضا والقناعة ... ، إن الصلاة لكى تقبل منك لا يكفى أن تكون خاشعا فيها فقط أو أن طعامك يكون من الحلال ولكن يخبرنا الله تعالى فى حديث قدسى أنه يتقبلها" ممن تواضع بها لعظمته وقطع نهاره فى ذكر الله ، ولم يستطل على خلقه سبحانه ، ورحم المسكين والأرملة ورحم المصاب" ... ، إن الله تعالى خلق الإنس والجن للعبادة .. ، وخلق الموت والحياة لابتلاء الإنسان ، وفى الحياة ينشط الجسد المادى ويحاول أن يتغلب على الروح وذلك بحب الشهوات والاندفاع إليها ... ، والإيمان هو حصن المؤمن عند ذلك ، وبعد الموت يكون النشاط للروح ويبلى الجسد المادى ، ويختلف الزمن ، ويكون بصرك حديد ، وينكشف لك ما لم تكن تراه من قبل عند احتباس الروح فى الجسد المادى ... ، ومن يبعث يظن أنه ما لبث غير ساعة ... ، والإنسان ينسى دائما أنه فى ابتلاء ويندفع نحو الدنيا ، حيث تختلف الأرزاق ... ، وتختلف البيئات ، وتختلف الأسر ، وتختلف ميول ومواهب الأشخاص ، وتختلف الصور ، وتختلف درجات العلم والمعرفة ، ويختلف صلاح الوالدين وهم دعامة الأسرة ، وتختلف مواعيد الموت وأشكاله ، فهناك من يموت صغيرا ، ومن يموت شابا ومن يموت شيخا لعل الناس لا تركن للدنيا ... ، فلا تكن محدودا بفكرك فيما أنت فيه ، بل اعتبر من كل ما يحدث حولك ، فكل شىء فى الحقيقة هو عبرة وموعظة لمن يتفكر والحمد لله فى كل وقت ... ، ويكفى أنه سبحانه لم يشدد علينا رغم قوته ... ، وليعتبر كل منا من الموت وأشكاله ، ويسأل الله أن يغفر ويرحم ... ، هناك من تألموا فى الدنيا ابتلاء رغم أنهم من الصالحين ، فما بالنا بالمذنبين الغافلين عن ربهم واللذين نسوا ذنوبهم إنها حكمة الله وأسراره ، إن الإنسان لو تصور ظلمة القبر ووحشته حين يغلق على الإنسان منفردا حيث لا زوجة ولا ولد ... ، لا طعام ولا شراب ... ، لا ضوء ولا هواء ... ، لا نوافذ ولا أبواب ، ومع ذلك تمتص الأرض فى تلك الحفرة التى تحتضن الإنسان حرارة الشمس وطاقتها صيفا وزمهرير البرد شتاء ... ، لو يعلم الإنسان ذلك لما ظلم أو أكل الحقوق أو تكبر أو اغتر بالدنيا ... ، ولو تصور قدرة الله فى تنظيم الكون بما يحتويه من الكواكب والنجوم وأصناف البشر واختلاف الألسنة واللغات والبيئات والثقافات ، والمجتمعات ... ، من المجتمع الزراعى بما يحتويه من صور الكفاح