وهمَّ بالطفل يستجلي ملامحَه الز |
|
هرا فألفى المعالي كُوّنت فيها |
وقالت الأُمُّ : يا بشرى بِحَيدرةٍ |
|
بُشرى أبا طالبٍ وافيتُ أُسديها |
أجابَها : بل عليُّ إنّني لأرا |
|
هُ بالغاً ذِروة العَليا وراقيها |
اللهُ أكبرُ من تلك الفَراسة بالـ |
|
ـمولود والوالد المفضالِ رائيها |
قد حقّقتها الليالي بالوليدِ فأمْـ |
|
ـسى بينَ أهل العُلا والمجد عاليها |
وعام مولده العام الذي بدأت |
|
بشائرُ الوحي تأتي من أعاليها |
فيه الحجارةُ والأشجار قد هتفت |
|
للمُصطفى وهو رائيها وصاغيها |
وإذ درى المصطفى فيه ولادةَ مو |
|
لانا العَليّ غدا بالبُشر يُطريها |
وباتَ مُستبشراً بالطفلِ قال به |
|
لنا من النِعَمِ الزَهراء ضافيها |
علّق الناظم المؤرّخ على هذا المورد من قصيدته بقوله :
«كانت ولادة سيّدنا ومولانا أمير المؤمنين في العام الثلاثين لولادة المصطفى ـ عليهما وعلى آلهما والسلام ـ على ما حقّق المحقّقون ، فتكون ولادته الشريفة حول سنة ستّ مائة وواحد مسيحيّة ، ومن بشائر سعده ـ عليه صلوات الله ـ أنّه وُلِدَ في الكعبة كرّمها الله ، ولدته اُمّه فيها ، فاستبشر بذلك أبوه وعمومته.
وعند ولادته الشريفة دعته اُمّه : «حيدرة» ومعنى هذه الكلمة : «الأسد» فكأنّها أرادت أن تسميّه باسم أبيها ، فلمّا وقعَ نظرُ أبيه أبي طالب عليه وتوسّم بملامحه العلاء ، ودعاه «عليّاً».
وقد صدّقت الأيام فراسته ، فكان عليه صلوات الله «عليّاً» في الدنيا والآخرة.
وعام ولد سيّدنا أمير المؤمنين ـ عليه صلوات الله ـ هو العام المبارك الذي بدىء فيه برسول الله صلّى الله عليه وآله فأخذ يسمعُ الهُتاف من الأحجار والأشجار ، ومن السماء ، وكشف عن بصره فشاهد أنواراً وأشخاصاً.